مقالات وآراء

الجمعة - 19 أبريل 2024 - الساعة 11:31 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب/د. أنور الصوفي

كانت معنا بقرة تلف كل ما وقعت عليه عينها، فكانت تلتهم حتى الكتاكيت، والخرق، فهي بقرة لا تبقي ولا تذر، فمرة التهمت جرم المدرسة وبالكاد سحبناه منها، ويومها لا كهرباء ولا كاوية، فلبسته في اليوم الثاني، وكان الزملاء يضحكون ويقولون: كأن جرمك أكلته بقرة، المهم لكم صبرنا على بقرتنا حتى أكلت خرقة وكانت سبب موتها، فاطمأنت الكتاكيت، واطمأننا على ملابسنا، فموت البقرة كان خسارة لنا، ولكن بموتها تخلصنا من أذاها.

حكومتنا تشبه بقرتنا فهي تسير وفق شعار وإن شفت شي في طريقك وأعجبك شله، فلم تبقِ لنا في البنك شيئًا، فهي حكومة مستهلكة حتى حقوقنا جزجزتها، فلا علاوات ولا تسويات ولا زيادات، فهي مثل بقرتنا لا تشبع، فأي شيء أمامها يتحرك أو لا يتحرك تلفه، ففي عهد بقرتنا حتى المكشة وهي خرقة النظافة لاكتها حتى توارت في كرشها، حتى أنه لم يسلم منها الجزمات، وحكومتنا مثل بقرتنا الشرهة لفت كل شيء حتى الديزل والمازوات وكل ما يخص الكهرباء شفطته، فأين ذهب مخصص الكهرباء الذي وعدت به عاشر العيد؟ هل شفطته حكومتنا التي تشبه بقرتنا؟ أين إيرادات عدن وكل المحافظات المحررة؟

لو شيكنا على مسؤولي حكومتنا، وعلى مدراء المؤسسات لوجدناهم قد شفطوا الكثير وبنوا لهم الفلل والقصور والعمارات، وركبوا السيارات الآخر موديل، وانتفخت كروشهم وأصبحت تشبه كرش بقرتنا بعد التهامها لخرقة موتها.

بقرتنا لها قصص مع الملابس والكتاكيت، فمرة وبلفة لسان لفلفت ثلاثة كتاكيت على الرغم من صراع الدجاجة للدفاع عن كتاكيتها، ولكن الدجاجة تبقى دجاجة، والبقرة بقرة لا تفهم ولا تندفع إلا من أجل الأكل، فحالها كحال حكومتنا، وهذا الشعب مثل الدجاجة والكتاكيت، فهل ستموت الحكومة بما تأكل من أموال الشعب، كما ماتت بقرتنا بسبب أكلها الخرقة؟

ما أبعد الأمل والانتظار حتى تختنق الحكومة في يوم من الأيام.