مقالات وكتابات


الجمعة - 13 أغسطس 2021 - الساعة 02:03 م

كُتب بواسطة : سعيد الدالي - ارشيف الكاتب


شئنا أم أبينا، أصبح العالم الافتراضي جزء لا يتجزأ من حياة الإنســـــــــان اليومية ، وعلى الرغم من أن البعض يرى أنه لا يمثل الواقع الحقيقي، لأنه مملوء بالأكاذيب والأسماء الوهمية، والتصنّع، وادعاء المثالية، إلا أنه أثبت أنه من أكبر مصانع تصنيع الأقنعة التى يلهث ورائها اغلب المهمشين في المجتمع بسم اكونتى وهمي قد تجده على سبيل المثال وليس الحصر ( الحاكم العسكري – رئاسة الجمهورية- الشيخ الروحانى- ملكة الدلع- دلعني شكرًا- الأميرة ديانا- سندريلا ... الخ) ففي العالم الافتراضي اختلط الحابل بالنابل، فصار الحق باطلاً والباطل حقاً.
ليس من العيب أن يسعى الإنسـان لتطوير نفسه أو يطمح أن يكون له شأن داخل المجتمع، ولكن من السخيف أن يتخيل الشخص أنه يعيش في عباءة غيره بمجرد أنه وضع اسم على بروفايل ، والحقيقة المؤلمة هناك كتلة من التناقضات والازدواجية فأن شئنا أم أبينا، تحوّل العالم الافتراضي، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إلى عالم واقعي يؤثر على سلوكيات أولادنا والعديد من حولنا .
وللأسف قد تحول الواقع الافتراضي إلى وسيلة مؤثرة من وسائل التأثير، سواء كان سلباً أو إيجاباً، فلا يمكن إلا أن نصفه بالواقعي، وإن أغلب الأفكار المطروحة ما هي إلا انعكاس لكثير من القرارات والسلوكيات التي تؤثر فينا، وانعكاس أخلاقنا و هويتنا وعقيدتنا، داخل مواقع الفيس والإيمو والتوك توك والهوجو ... الخ هناك من يتصنّع المثالية، وآخر ينادي بالحرية، وثالث يأتي بالعجائب، وآخرين يدعون إلى الدعارة وتبادل الزوجات ، وفريق أخر يستقطب البنات من خلال غرف لفك السحر والشعوذة كل هذه التناقضات كنت في فترة من الفترات اعتبرها نوعاً من الازدواجية، لكن اليوم اعتقد أن هناك من هم يحاربون الوطن من خلال تلك البرامج للتأثير على أولادنا ونشر الرزيلة وتدمير هويتنا وقيمنا .
هل مواقع الإيمو والتواصل الافتراضية مفسدة؟
أعتقد أن ليس هناك شيء سيء بأكمله أو جيد ولكن التوجيه وإعادة الهيكلة والمراقبة من الأســــــرة ، ووضع تلك البرامج تحت المنظار من قبل أجهزة الدولة ستحول هذه البرامج من المفسدة إلى المنفعة وبحسب ما ذكر السلف من امن العقاب ساء الأدب فإن وضع قوانين رادعة ستجعل مستخدمي هذه البرامج تفكر ألف مرة قبل أن يخطوا إلى طريق شراء قناع يأخذون به أنفسهم ومن حولهم ووطنهم إلى الهلاك ، أن التشريع وتغليظ العقوبات هو وحدة قياس ضبط هذه البرامج لكي تسير فى مسارها الطبيعي.
ما هو دور الأزهر لمحاربة شواذ هذه البرامج؟
الأزهر الشريف هو بوابة العلوم الإسلامية وسيفها ودرعها فى مصر والشرق الأوسط وحول العالم لذا وجب عليه تشكيل لجنة لمتابعة تلك البرامج من خلال وحدة رصد تحارب الفتاوى والشائعات والأعمال المنافية للأخلاق وتوضيح سماحة الإسلام ومفاهيمه الصحيحة ما خلقت داعش إلا من خلال أجندات دولية استخدمت مواقع التواصل لتخريب عقول شبابنا واستقطابهم إلى حافة الهوية فيجب التحرك قبل أن تستيقظ على كارثة جديدة.
وزارة الثقافة ودورها في مواجهة خطر الإيمو وبرامج العالم الافتراضي؟
يجب فتح قصور الثقافة على مصرعيها وعمل منتديات للجمهور والاستعانة بخبراء في علم النفس والاجتماع ورجال الدين لشرح مخاطر هذه البرامج وتأثيرها على المجتمع.
مجلسي النواب والشيوخ:
انتم أهل التشريع ووضع القوانين يجب عليكم مناقشة قانون يحارب هذه البرامج ووضع قوانين رادعة لحماية شعب اختاركم مدافعين عنه وتمتلكون السلطة لتدشين قوانين تحمي الأســــرة و الوطن من مخاطر هذه البرامج.
فى النهاية برامج التواصل الاجتماعي له دور فى المعرفة ونشر الثقافة وتبادل الخبرات فليست سيئة ولكن تحتاج إلى مراقبة وتواصل مع مسؤولي الوكالات لوضع معايير لمحاربة انتشار الجنس والعبودية والتطرف والإرهاب وتدمير عقول أولادنا .