الوطن العدنية /كتب/د. أنور الصوفي
كل بلاد العالم لا حاكم لها إلا حاكم واحد، إلا بلادي اليمن فحاكمها ثمانية تنوح لم يقدموا شيئًا منذ تسلمهم للسلطة، ولم نشاهد بعضهم أصلًا، وحافظ كل منهم على مكانته قبل الرئاسة وظل كل واحد منهم متقوقعًا في مكانته التي كان عليها، لأنه رأى أن ثوب الرئاسة كبير عليه وفضفاض زيادة، فهو لباس الكبار، وصنع خصيصًا للكبار، لهذا لم نلمس منذ تسليم السلطة أن لنا قيادة فكل واحد يقود فصيله فقط، ولا أمر له إلا على من يدفع لهم، وإن توقف الدعم ذهبوا وتركوه، وسيظل كالمسكين فردًا.
سلم هادي السلطة وكان مقاسها لا يتناسب إلا لرجل مثله، داهية زمانه وحكيم عصره وأوانه، فقدموا واحدًا ليخلفه فهاب الموقف فأتوا له بالثاني واستمرت الرهبة، فعززوا العدد حتى بلغ ثمانية، ولكنهم في رداء واحد، فلم يستسيغوا ذلك، فعاد كل واحد لإهابة ليقود فصيله، وتركوا اليمن هكذا بلا قيادة، فقد أسس لهم هادي كهرباء الرئيس وما عليهم إلا تشغيلها ولكنهم فشلوا، نقل لهم كل شيء من صنعاء إلى عدن ولكنهم فشلوا في إدارة ما نقله وأسسه لهم، بالله عليكم كيف تحكمون هذه البلاد بهذا العدد ولم تستطيعوا أن توفروا له الكهرباء والماء والراتب؟ هل أنتم حكام لهذا الوطن أم أنه لا يعنيكم إلا جنودكم ومليشياتكم التي ستبيعكم عند أول شهر تنقطع فيه الصرفة؟
بعد أن انقطع الأمل في قيادة الثمانية نريد مخترع جديد، فهل من مخترع ليجعل لنا الثمانية في واحد؟
