الوطن العدنية/عدن/أحمد عاطف الصبيحي
شهد منزل العميد الركن عبد الغني الصبيحي قائد محور باب المندب وقائد اللواء الأول حزم بمديرية البريقة بالعاصمة عدن مساء الأحد رفع الراية البيضاء من قبيلة آل الشيخ بشبوة بسبب العفو عن المتهم منصور علي أحمد الشيخ من أبناء شبوة الذي تسبب في وفاة الدكتور حسين الصبيحي.
والراية البيضاء من العادة العرفية والقبلية المتعارف عليها في اليمن وترفع (عند العفو العام والتنازل عن القاتل).
ففي مشهد سيظل أثره مشهودًا ومعهودًا وخالدًا في الأذهان ومسجلًا في تاريخ العادات والأعراف القبلية بأحرف من ذهب تم مساء الأحد استقبال كبير لرجال قبيلة آل الشيخ وكل من حضر معهم في أداء واجب العزاء بوفاة الفقيد الدكتور حسين علي صلاح السروري الذي لقي حتفه مساء الخميس الماضي بحادث مروري مؤسف في مفرق المصينعة بمحافظة شبوة أثناء عودته من مسقط رأسه الصبيحة إلى مقر عمله الصيدلي في مشفى المصينعة بشبوة التاريخ والعروبة.
يذكر بأن أداء واجب العزاء الإنساني في ليلة رمضانية مباركة وفي جو سادته روح الأخوة والمحبة والود والألفة والاحترام اصطف العشرات من أولياء الدم والمقربين من الفقيد ووجهاء ومشايخ قبيلته ووزراء وقيادات عسكرية ومسؤولين حكوميين عسكريين ومدنيين من أبناء الصبيحة والوطن لاستقبال رجال قبيلة آل الشيخ القادمين من ربوع شبوة الأبية قاطعين مئات الكيلومترات لأداء واجب العزاء الإنساني في الفقيد الدكتور حسين الصبيحي.
وللأمانة فإن رجال قبيلة آل الشيخ الشبوانية وعدد من أبناء شبوة الأحرار مسؤولون ووجهاء وأعيان منذ الوهلة الأولى للحادث الأليم ظلوا على تواصل مستمر مع العميد عبد الغني الصبيحي قريب الفقيد وأولياء الدم وقاموا بالواجب الإنساني كما يجب الأمر الذي كان له أثره وصداه الكبير لدى أقارب الفقيد ورجال قبيلته خاصة ولدى قبائل الصبيحة عامة فما كان منهم إلا مبادلة إخوانهم من أبناء شبوة الوفاء بالوفاء بالتنازل والصفح لوجه الله الكريم والعفو عن الأخ منصور علي أحمد الشيخ المتسبب بوفاة الفقيد حسين الصبيحي.
يشار إلى أن الحسرة والحزن بوفاة الفقيد الدكتور حسين الصبيحي خيّمت على الجميع وكان التأثر واضحًا على وجوه أبناء شبوة وأبناء الصبيحة على حدٍّ سواء أثناء اللقاء الأخوي وتبادل التحايا والمصافحة فيما بينهم بعد وصول موكب أبناء شبوة لأداء واجب العزاء بعشرات السيارات ورافعين الراية البيضاء إلى منزل المضيف العميد عبد الغني الصبيحي.
وبعد التحايا والمصافحة داهم الجميع آذان المغرب وذهبوا سوياً إلى صالة الطعام بمنزل العميد الصبيحي لتناول وجبتي الإفطار ومن ثم العشاء وأداء الصلاة.
وبعد صلاة المغرب ألقى المصلح الاجتماعي العميد عبد الغني الصبيحي كلمة ترحيبية برجال قبيلة آل الشيخ وكل الضيوف ومن جاء معهم متجشمًا عناء المشقة والسفر من شبوة العروبة والتاريخ إلى العاصمة عدن.
ثم قام بالعفو العام والتنازل عن المتهم منصور علي أحمد الشيخ خالصًا لوجه الله الكريم وسلم ورقة التنازل من أولياء الدم للشيخ علي أحمد محمد لقرع الشيخ.
وأضاف أن ما حصل قضاء وقدر ولا مفر منه مستدلًا بآية قرآنية تدل على ما حدث.
وأردف قائلاً: "إننا نشهد الله والحاضرين بأن عفونا لوجه الله خالصًا ولارجعة فيه ونشهد الله والحاضرين على ذلك".
كما تطرق في كلمته إلى توجيه نصيحة لقبائل الصبيحة وشبوة الأكثر اكتواءً بنار الثارات والمشاكل أن يستغلوا شهر رمضان للعفو والصلح فيما بينهم ففي ذلك أجر عظيم.
وعقب ذلك تحدث القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة الشيخ علي الجبواني في كلمة مختصرة وتقدم بالشكر لأبناء قبائل الصبيحة على حفاوة الاستقبال والكرم الحاتمي.
وقال بكل صراحة: نشعر وكأننا في مناطقنا بشبوة وليس بمكان غريب.
كما تحدث عن العفو والتنازل فيما حصل وقال: نعزي أهله وذويه والصبيحة عامة بهذا المصاب الجلل.
وأن ذلك التنازل يدل على: قوة وأصالة العلاقة بين أبناء شبوة والصبيحة وطيبة الرجال ومقدرين ذلك الموقف وسيظل دينًا على أبناء شبوة.
وأيد الجبواني فكرة دعوة العميد عبد الغني لقبائل الصبيحة وشبوة أن يستغلوا الشهر الكريم للعفو والصلح فيما بينهم كونهم أكثر قبائل تعاني من تفشي ظاهرة الثارات التي لا ترحم.
وختم كلمته بالإشادة بأبناء الصبيحة وقال: أنهم أبلوا بلاءً حسنًا في مختلف جبهات القتال ضد التمدد الحوثي الذي غزا أرض الجنوب في عدن ولحج وأبين وبيحان شبوة ولا زالوا هم السد المنيع في كل المنافذ والجبهات.
الشاب عبد ربه غانم المحولي نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتدريب الفني والمهني الذي تجده دائمًا وأبدًا الداعي والداعم لمثل هذه المواقف الخيرية والإنسانية ألقى كلمة قصيرة رحب فيها بكل الحاضرين كلاً باسمه وصفته شاكراً العميد عبد الغني على كرم الضيافة وحسن استقبال رجال قبيلة آل الشيخ وكل الحاضرين.. مشيدًا بالموقف الإنساني النبيل من قبل العميد عبد الغني الصبيحي وورثة الدم بالتنازل والعفو لوجه الله الكريم.
وأضاف أن ما حصل قضاء وقدر لا مفر منه.
كما دعا نائب الوزير المحولي كل من لديهم مشاكل ثارات كالصبيحة وشبوة وغيرهم إلى استغلال الشهر الكريم للصلح والصفح والعفو ففي الصلح خير وفيه أجر عظيم.
وختم الشاب المحولي كلمته بالإشادة بمن يسعى بمثل هكذا أعمال خير وإصلاح ذات البين ووصفها بأنها تساعد على رص الصفوف وتوحد القلوب وتحافظ على النسيج الاجتماعي في مواجهة التحديات المستقبلية.
كما ألقى الشيخ علي أحمد محمد كلمة كرر الشكر والتقدير للجميع وأثنى على دور العميد عبده الغني وأولياء دم المجني عليه لعفوهم وتنازلهم لوجه الله ومترحماً على روح الفقيد الدكتور حسين الصبيحي وقال نسأل الله أن يوفق الجميع لأنها ظاهرة الثارات التي تفتك برجال شبوة والصبيحة.
وختم حديثه بشكره الجزيل لأبناء الصبيحة على حفاوة الاستقبال والترحاب وعفوهم عن ولده وألقى قصيدة شعرية تشيد برجال الصبيحة عامة وبالعميد عبد الغني الصبيحي خاصة.
كان ذلك بحضور ورثة دم المجني عليه وأقاربه ومشايخ قبيلة تربة أبو الأسرار ونائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني الأستاذ عبد ربه المحولي ونائب وزير التخطيط والتعاون الدولي د. نزار باصهيب والعميد الركن محمود صائل قائد اللواء الثالث حزم ووكيلا محافظة لحج الدكتور أحمد إبراهيم الشبيقي والشيخ علي أحمد قاسم ومدير فرع البنك المركزي لحج ممدوح علوان الشعبي والمهندس مجيب الشعبي مدير عام مؤسسة الكهرباء ونائبه أحمد سالم حشوان.
والأستاذ مراد سيف جوبح مدير عام مديرية المضاربة ورأس العارة.
والشيخ أحمد علي خضر رئيس مجلس التكتل القبلي بمضاربة لحج والشيخ عبد العزيز ياسين السروري والشيخ زكري محي الدين السروري والدكتور مصطفى محمد علي صلاح وشقيق الفقيد رضوان علي محمد صلاح والأخ فوزي محمد عبدالله حمير.
وكان أبرز من حصلنا على أسمائهم من أبناء محافظة شبوة وقبيلة آل الشيخ هم:
الشيخ علي أحمد الجبواني عضو مجلس رئاسة الإنتقالي
والاستاذ احمد محمد فرج النسي مدير مديرية مرخه السفلى
والشيخ احمد علي الشيخ
والشيخ فضل محمد المعطي
والشيخ علي احمد محمد
والشيخ عوض علي ناصر الدياني
والشيخ خالد ناصر الدعمان
والشيخ صالح علي الشنتوف الطوصلي.
والعشرات من ابناء شبوة والصبيحة وعدن وابين ولحج لايتسع المجال لذكرهم هنا فليعذرونا..
