الوطن العدنية/كتب/عادل الشجاع
كان الهدف المعلن للسعودية والإمارات هو تحرير صنعاء واستعادة الشرعية ، بينما كان الهدف الخفي هو ضرب اليمنيين بيمنيين ووضعهما في مواجهة عسكرية وسياسية واقتصادية كلفتهم مئات الآلاف من الضحايا والكثير من الدمار والمليارات من الدولارات وشردت الكثير منهم وأعاقت التنمية وأعادت اليمن إلى الوراء عقودا من الزمن ، ولولا عصابة الحوثي الإرهابية لما وجدت السعودية والإمارات أي مبرر لشن حربهما على اليمن .
واليوم يتحدثون عن موافقة عصابة الحوثي الإرهابية على الهدنة ، يافرحتنا بفهمهم وعبقريتهم واكتشافاتهم ، فبعد أن دمروا كل مقومات الدولة وتركوا عصابة الحوثي تنمو على حساب الدولة وتبني مؤسساتها وتستعرض بمليشياتها وبالأسلحة الحديثة التي نقلتها إليها الإمارات عبر السفن وسلمتها لها في الحديدة ، بالإضافة إلى التسهيلات في تهريب السلاح يحدثوننا عن الهدنة وكأنها انتصار بينما هي تسليم لهذه العصابة بما اغتصبت وسرقت واضطهدت واستنزفت مقومات البلد ، بعد هذا كله يسوقون الهدنة وكأنها انتصار في هذه المعركة .
لن تجد في التاريخ أحط وأكذب من النظام السعودي والإماراتي إلا عصابة الحوثي ، ومع ذلك يشترك جميعهم في الدسيسة والحقد والكراهية والضغينة للشعب اليمني ولنظامه الجمهوري ، جميعهم يشتركون في تزوير التاريخ ويعتدون ويمارسون الإرهاب ويرتكبون جرائم حرب ، يفعلون ذلك ويدعون أنهم يواجهون الإرهاب ، وهم في حقيقتهم الإرهاب وأعداء الحق والسلام والإنسانية والقيم .
لقد خدعت السعودية والإمارات اليمنيين ، فتهافت معهما بعض اليمنيين قادة وساسة وقصار نظر تواطؤا ضد بلدهم وفرقوا كلمة شعبهم وأضعفوه ووالوا أعداء وطنهم وخدموا استراتجيات أولئك الأعداء وخاضوا حروبهم ضد بعضهم وقتلوا أنفسهم وشعبهم وتنازلوا عن سيادة بلدهم وأساؤا لنظال ثوار سبتمبر وأكتوبر وتاريخهم وشهدائهم .
لكل أولئك نقول : لم يمت الشعب اليمني ولن يموت ، لستم نهاية التاريخ ، فالتاريخ لا ينتهي وتكتب صفحاته الشعوب وتكتبه الأجيال بالدم والدموع ، فالشعب اليمني يأبى الذل والمهانة ، وهو الآن يشعر بالغثيان حينما يرى مسؤليه يعقدون تحالفا مفتوحا مع السعودية والإمارات ويخوضون حروبهم بالوكالة ويفرقون الشعب اليمني ويمزقونه وارتضوا أن يكونوا تبعا وإمعات وأدوات بيد أعداء الوطن .
