حوارات وتحقيقات

السبت - 16 يناير 2021 - الساعة 03:57 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/توفيق صلي البوكري


إن سبب الصراخ والحرب والقتل والتشريد والتنكيل والتنافر الذي أؤصلنا وأوصل البلاد إلى هذا الواقع هو سياسية الهيمنة السلطويه والجهوية والطائفية .
إنها الهيمنة الذي تنتهك معايير الحق الشرعي ولاتعترف باالقانون ولاتحترم العلم أو تأبه بالأخلاق والمبادئ والقيم
إن أساس أهدافها هو السيطرة والتمييز وتطويع الآخرين لإرادة واحدة قد تكون إدارة مسئول متسلط أوسياسي فاسد أو ثري جشع أو لطبقة إجتماعية محدده أو لطائفة أوجماعة تريد أن تسيطر على الحيز العام وعن حق الغير وتريد أن تحصل على نصيب يفوق ما تقرره القواعد الشرعيه أو حتى الأعراف .
ولأن الكوادر المهنيين الحقيقيين وأصحاب الكفائه والمخلصون لا يقبلون بانتهاك القواعد العلمية والقانونية والأخلاقية فقد كان من الطبيعي أن يجري استهدافهم وتهميشهم وإستبعادهم من قبل تلك التيارات والجماعات السياسيه التي متمسكه بقانون الهيمنة.
أن الكادر المهني والكادر التربوي والمتعلم والثقافي والتوعوي يحتاج إلى وجود مساحة مستقلة وبيئه سليمة تسمح له بأن يعمل بأخلاص وبإمانه ويتكلم بضمير ولا يجامل أوينحاز .وهذا ما لا تسمح به الهيمنة .
ولو سمحت فعادة ما يكون لفترة محدودة إلى أن ينجز المهنيون ما يحتاجه منهم المهيمنون ثم بعد ذلك يجري العصف والتجريم والتنكيل بهم.
إن كل التيارات السياسية الذي نراها في واقعنا اليوم وبمختلف مسمياتها أشتركت في صناعة زمن الغفله وصناعة الإستبداد والظلم والفساد.
ولا يزال زمن الغفلة يطبق للأسف على المنطقة بطولها وعرضها.. زمن تعطل فيه الضمير طويلا.. ولا ينتظر لهذا الزمن أن يغرب هكذا بسهولة في عام جديد .. فالغفلة مركبة ومتشعبة ومحمية بثقافة مستبدة تشجع على التغافل وتبارك الغافلين..زمن لن يموت ما لم تتغير المدركات الشعبية لتبدأ عملية نقد جماعي عميق للذات يعرف الغافلون من خلالها أنهم كانوا متغافلين وربما أيضاً مغفلين.. بدون ذلك سيبقى زمن الغفلة والأستبداد والفساد يبدد الطاقات ويهدر الإمكانات ويضيع القدرات ويهدم المناطق والشعوب والمجتمعات.