حوارات وتحقيقات

السبت - 24 أكتوبر 2020 - الساعة 04:31 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/خاص

يطبّع السودان علاقاته مع تل أبيب مقابلَ بعض العونِ الغذائي لسد ثغرة الجوع، و رفع اسم السّودان من لائحة الدول الراعية للارهاب من قبل الولايات المتّحدة. في الوقت عينه نرى بعض التخبطات من قبل السّلطة في محاولات للتغيير اعتقاداً منها أن ذلك من شأنه تحسين الحالة السّودانية.

في هذا السّياق نتساءل، هل كان بامكان دولة الاحتلال الحصول على مثل هذه التّنازلات في حالة عدم قيام ثورات الربيع العربي ؟ على وجه التأكيد أنّ الجواب سيكون " لا "،
إذ أن اسرائيل تستغل حالة التمزق و التفتت التي خلفتها الثورات لتقايض الدولة العربية في معادلة " الاستقرار مقابل التطبيع و إلا فالحروب الداخلية ستهلككم "

ولعلّ الشعوب العربية ليست ضد السلام أبدا وإنما ضد السلام المشروط تحت العديد من المسميات السلام مقابل البقاء السلام مقابل التحسينات الاقتصادية، و لذلك كان من غير المتوقع أن تستقبل هذه الشعوب دولة الاحتلال بالأحضان. و أي سلام يأتي تحت شروط ضاغطة و رفض شعبي لا فائدة منه أبدا و أن حاول البعض تلميع الصورة و تجميلها.

فضلا عن هذا فمشكلة المواطن العربي مع اسرائيل هي في السياسات القمعية التي تنتهجها و اغتصاب الحق علنا و مصادرة الأراضي بالعنف و الاكراه، و اعتماد آليات حربية مدمرة أكثر من لغة السلام.

والسلام لن يكون إلا باعادة هذه الأراضي لأهلها و اعادة الاعتبار لذوي الحقوق، حينئذ ربما يرحب الشارع العربي باسرائيل و يقبل وجودها لأن المشكلة هي مشكلة اعتداء على حق الانسان الطبيعي في أرضه و ليست مشكلة دينية.
تحاول اليوم دولة الاحتلال وخلفها دول عظمى و ترسانة إعلامية موجهه للعقل العربي بتسويق صورة مزيفة لإسرائيل على أنها دولة سلام وتعمل من أجل السلام معتقدين ان ذلك سيخرج إسرائيل من عزلتها في الشرق الاوسط ويهيئ لدمجها فكريا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا مع الدول المحيطة بها، و لكن هذا أمر صعب جدا لان ممارسات اسرائيل هي ما تجعل ذلك محالاً لأنها قائمة على سياسة التوسع ومبدأ عدم التعايش ونظام مصادرة حقوق الغير و زرع الفتن و بعد ذلك تريد ان يقبلك الشارع العربي .

عبدالمجيد زبح
24 - 10 - 2020