مقالات وكتابات


الجمعة - 04 أكتوبر 2019 - الساعة 06:07 م

كُتب بواسطة : جلال السويسي - ارشيف الكاتب



كنت واحداً ممن يتجاهل الواقع المفروض بوطننا الجنوبي الحبيب، فصدفة ومع مروري بالخط الأسلفتي الرابط بين عمران وصلاح الدين لآحظت مرور أطقم عسكرية عليها أعلام الجنوب الوطن الذي ضحى من أجل أستعادته الملائين من الجنوبيين بما يملكوا بالغالي والنفيس حتى حققوا ثلثي مما يبحثوا عنه أستطاعوا من السيطرة على الأرض وخاصة السيطرة العسكرية أحكموا السيطرة الحوارية مع الجانب المتشبث بأرضهم وجعلوه يعترف بوجودهم وبقوتهم التي حولتهم من حكام فعلين إلى حكام متسؤولين بدول الجوار بعد هزيمتهم النكراء في العاصمة الجنوبية عدن المهم..

فأنحرفت بسيارتي وسألت من صاحب هذه الموكب المزين بأعلام دولتنا الجنوبية فقالوا قائد الحزام الأمني بالصبيحة الشاب اليافع والنجيب اللبيب الفطن الشيخ وضاح عمر سعيد الصبيحي نجل الشهيد وحاولت أن أدخل بعده مباشرة لكن وبصراحة كانوا جنود أكثر حرصاً عليه بالبوابة منفذين كل التعليمات أوقفوني وقالوا جنب على جنب سيارتك مدنية والسيارات المدنية ممنوع دخولها حرم المعسكر... وبعد تواصل مع مرافقي القائد ليبلغوه بالسماح لي بالمرور واللقاء به جآت الموافقة وبطقم عسكري تم توصيلي إلى مكان تواجده...
فعند وصولي إليه رحب وهلل وابتسم وكانت الابتسامة العريضة منه عبارة عن أبتسامة توحي بوطن جنوبي خالي من التعصب المناطقي ومن مصطلح الاستقواء على الآخرين بل جعلتني تلك الأبتسامة أستشعر بوطن جنوبي جنوبي مدني لاوجود لما يروج له عبر التواصل الأجتماعي...

وعزز ما عرفته وفهمته من ملامح وجهه منطقه الفولاذي الصريح فسمعت منه اثناء الحديث معي ومع من حوله من رفقاء الدرب والسلاح أمثال المناضل الوطني الكبير أحمد سعيد الزعوري وكذلك مدير البنك المركزي ممدوح الشعبي وأبن الشهيد الوطني مروان محمد صالح العطري وأحمد عمر وفتاح الصبيحي وصالح سعيد ومحمد ثابت مدير مكتبه مازن علي قاسم الضالعي وعدد كبير لم اعرف اسمائهم بالضبط افترشوا الأرض في قيلولة متواضعة لم تكن على مساند بل على الطبيعة مع تلبد السماء بغيوم ممطرة فأثلج صدور الحاضرين بعبارة أشهر من نار نعم لقد قال نجل شهيد الوطن الكبير الشيخ وضاح كلمته التي مازالت تتردد على مسامعي وأتذكرها منذ أن خرجت من عنده وشغلت بآلي وأحرقت فؤادي وحركت مشاعري وجعلت ضميري يؤنبني ورفض يجنح ولا يستكين حتى أكتبها حيث قال الشيخ وضاح عمر
لايشرفني أن اوجة سلاحي أو قواتي على إي قائد جنوبي أو صبيحي ورفضت تلك الأوامر..

ومن منطلق مفهومي فهذا ليس جبناً ولاضعفاً ولاخيانة للوطن بل بمعناه الحقيقي قيادة الأنتقالي ليس دعاة حرب ولم يأتوا لأقصاء الأخرين وأذلالهم كما يتوهم الغافلون ومرضى النفوس..

فوضاح قائد جنوبي غيور على وطن وليس على منصب فمن حرصه على عدم اراقة قطرة دم بين ابناء الجنوب فهذه دلالة واضحة على أن الجنوب يتسع للجميع وسيعود كل جنوبي كان مغرر به إلى رشده بالحوار وبالقناعة التامة بالواقع والمصير المحتوم عليه أن يكون فيه بين أخوته الجنوبيين...

فنعم برجال وقادة الصبيحة ونعم بكل ذرة من رمال ارض الجنوب فنعم برجالها وقادتها الجنوبيين...فعلاً قالها وضاح وجعلنا نستوحي بوطن ينشده الجميع دولة مدنية يسودها العدل والمساوة والمواطنة المتساوية حتى يصير القائد مثل الفرد العادي...
حتى يعيش المواطن في وطن آمن ومستقر لامجال للصراعات المناطقية والأنتقامية...


بقلم جلال السويسي