مقالات وكتابات


الأربعاء - 02 أكتوبر 2019 - الساعة 10:16 م

كُتب بواسطة : د. عمر السقاف - ارشيف الكاتب



فليفهم القاصي والداني أن شعب الجنوب لم يثور جوعاً لتخمد ثورته مجرد أن يسد رمقة ، ولم يثور لعدم وجود الخدمات ليهدأ حال تم توفيرها ، ولم يثور لكون من يعتبر أنهم يمثلونه قد أقصوا من الشراكة في السلطة ليهدأ غضبه وتخمد ثورته لمجرد عودة شراكة أولئك في مفاصل السلطة...

لا ياسادة ياكرام شعب الجنوب ثار لتحقيق أهداف عظيمة تتعلق بإستعادة وطن مختطف ، وكرامة منتهكة ، وحقوق منهوبة..

ولايمكن بأي شكل من الأشكال إختزال تلك الأهداف العظيمة والشاملة في إرضاء أشخاص من هذا المكون أو ذاك أو إرضاء مكون أو آخر .

فلو كان ذلك سيفلح في إرضاء شعب الجنوب وإخماد ثورته ، لكان أنتهى الأمر من عهد عفاش أو من بعد زواله والعهد الذي تلاه ، ولكن الواقع أثبت أنه كلما تمت صفقة منقوصة ومجتزءة مع هذا المكون أو ذاك ، تفاجئوا بأن ذلك لم يغير شيئاً على الأرض ، لهذا يستحيل أن يتجرأ أحد بالقطع والمنع عن شعب الجنوب قاطبة إلا بالتوافق بين مختلف القوى المناضلة على الساحة الجنوبية ، لأن القضايا والقرارات المصيرية حتى بالنسبة للشعوب والأمم والأنظمة المستقرة يشترط حصولها على تصويت الأغلبية المطلقةللبرلمانات المنتخبة ديمقراطياً ، ولايمكن للقيادة أن تقدم عليها بحال لم تنال تلك الأغلبية...
فكيف يكون الحال بالنسبة لنا نحن في ظل الواقع الذي نعيشه وحساسيته وخطورته وفي ظل التجاذبات الداخلية والإقليمية والدولية التي تتقاذفنا وقضية شعبنا المصيرية؟!

فحين تختلط الأوراق بالشكل الذي هي عليه الآن يجب أن يتحلى الجميع (بالحكمة) وعدم التهور ..
( ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا )
والقيادات الوطنية التي تحرص أن تكون متحدة في القرارات المصيرية ومواجهة التحديات المضادة التي تستهدف قضيتهم المشتركة ، فأن هذه القوى يستحيل أن تهزم مهما كانت تلك التحديات التي تواجهها ، وحتى بحال إكتشاف حدوث أي زلل فإن مواجهته الجمعية كفيلة بإحتواء إنعكاساته السلبية ، وعلى العكس من ذلك بحال المواجهة المجتزءة والقرارات الفردية ،
والأمثلة على ذلك لاعد ولاحصر لها .. وكلنا نعلم أن وصولنا لما نحن فيه كان بسبب تلك الأخطاء الفاذحة التي أنخذت في ظروف ومبررات مشابهة.

فهل بلغنا وعياً جمعياً بتلك الحقائق والمسلمات ؟! لنضع كل خلافاتنا وتبايناتنا جانباً ونرفع مايجمعنا من قواسم مشتركة وأهداف موحدة ونقاط وفاقية فوق هاماتنا ونستظل جميعاً تحت رايتها ونمضي مجتمعين إلى الأمام بكل ثقة وثبات.؟!
أم ياقافلة عاد المراحل طوال؟!

د.عمر السقاف```