مقالات وكتابات


الثلاثاء - 05 يونيو 2018 - الساعة 10:22 م

كُتب بواسطة : يسلم البابكري - ارشيف الكاتب


ثلاث سنوات ليست بالوقت الكبير الذي يكفي لأن تنسى الناس جرحا عميقا كاحتلال وتدمير مدينة عدن وهو ايضا لايكفي لتحطيم ذواكر الناس لينسوا من كان سبباً في صناعة نصر المدينة وتحريريها ، لازال العدنيون يحتفظون بالكثير من تفاصيل ذلك المشهد بشقه المؤلم قتلا وتدميرا وخرابا وخذلانا وبشقه الآخر بما يمثله من صمود كبير للبسطاء من أبناء عدن الذين قاوموا  وضحوا وانتصروا لتأتي اللحظة التي ينسب فيها النصر لغير أهله بل وأكثر من ذلك مرارة حين يوضع من صنع النصر وضحى في مربع الاتهام ..
المسؤولية الاخلاقية تقتضي أن تقال كلمة حق : كل من تسيد الموقف في زمن السلم  اليوم كان بعيدا عن المدينة في زمن الحرب كل من يضع نصر المدينة بكلفته الضخمة على طاولات الصالات الضخمة ومنصات  الخطابات لم يذق مرارة العذاب الذي لاقته المدينة ..
من قاوم وضحى وانتصر هم شباب عدن الذين انطلقوا من مساجدها وحاراتها وأزقتها ، من صنع النصر هم من أصبح اليوم  شهيدا أو في طابور الشهداء الذين يغتالون بانتقاء هم من أصبحوا مهجرين قسرا أو مخفيين ظلما ، كانت مساجد عدن هي التوجيه المعنوي للمعركة الذي يرفع العزائم والمعنويات وحتى هذه تم الثأر منها واسكات أصواتها ..
يوم كانت عدن في أشد البلاء كان علي ناصر هادي يدافع عنها ونائف البكري يقودها سياسيا واعلاميا وميدانيا وجعفر محمد سعد وعبدالله الصبيحي يقودون الجيش وينفذون الخطط بالتنسيق مع التحالف العربي الشريك المهم في معركة الانتصار ..
أما علي ناصر هادي وجعفر فقد دفنوا في مقابر الشهداء ويراد لجهدهم ايضا أن يدفن وأما نائف والصبيحي فقد نالهم من الاساءة والتخوين ما يحار العقل عن فهمه ، هولاء هم فقط عينة رمزية لقافلة كبيرة من المقاومين الذي صنعوا نصر المدينة الذين يتم الثأر منهم بغية تزييف التاريخ وقلب الحقائق وصناعة الوهم ...
#يسلم_البابكري