مقالات وكتابات


الثلاثاء - 27 أغسطس 2019 - الساعة 06:40 م

كُتب بواسطة : علي عمر الهيج - ارشيف الكاتب



بكثير من الدهشة والتعجب البليد تسائل كثير من المحللين والمواطنين عن ذلك التدهور المزمن الذي طال كل خدمات الناس كالكهرباء والمياه والمشتقات وغاز الطبخ والأمن والطرقات والمستشفيات...الخ.

طبعا في إسرائيل وكل الدول والمجتمعات الكافرة يستحال تجد مسؤول في الدولة يوجد في منزله كهرباء ومياه ومشتقات ولا توجد هذه الخدمات في منزل المواطنين.

فذا بالنسبة له شي مزعج ومقزز وجريمة إنسانية لا تتوافق مع أوصاف المسؤول المتعارف عليه في قيمهم ومبادئهم وحضارتهم وشعوبهم.. فالصدق والولاء لخدمة المواطن لم يعد في موروثهم يحتاج لإمتحان أو اختبار لهذا المسؤول أو ذاك فيما إذا كان مهذباَ ومستقيماَ ونقياَ ويخدم شعبه أو أنه كاذب ومكسور ناموس.

هذا بالنسبة لهم موضوع تجاوزوه منذ زمن بعيد.. ليس هذا فحسب بل من المستحيل يصل مسؤول ليشرف على خدمات الناس دون يعلمو عن سلوكياته واخلاقه ومشاعره وصدقه في العمل..ومن هنا تجد أن أي عطل يضر المواطن يجعل هذا المسؤول ساخط و زعلان وحزين جدا فهو يدرك أن نظرة الناس إليه ستكون بالمختل عقليا الذي في نظرهم يشكل خطر كبير على الأمة..

طبعا في هذه البلاد السعيدة كل الخدمات والحياة معطلة..ومن رئيس الدولة إلى الحكومة إلى كل وزير على حدة إلى الأحزاب وزعمائهم.. إلى زعماء الثورات والساحات والتغيير..إلى المحافظين إلى مدراء المؤسسات إلى المجالس المحلية إلى مدراء المديريات يعرفون هذا عز المعرفه وفاهمين أيضا أن هذا العطل موجود منذ عشرين سنة وأكثر.

طيب بالله عليكم.. هاتو لي سبب واحد يجعل هذا المسؤول أو ذاك يقوم بعمله ويصلح الخدمات التي تقع على عاتقه؟؟ فالكهرباء والمياه والمشتقات والغاز وتكاليف العلاج ومستودعات الراشن كل هذه الأمور موجودة في منزله ولا تنقطع عليه مطلقاً.

يعني هذا مسؤول اعطى كل اهتمامه من اجل منزله وبس..المشكلة والمصيبة أن كثير من الناس مازالوا يطالبون بتحسين الخدمات بالرغم أن الأمور أمامهم واضحة ولا تحتاج إلى توضيح أو تفسير..هذه بلاد العسكر والحروب وبلا توقف..

يا عرب...الأمانة والقيم والمشاعر والصدق سلوكيات لا توجد في هؤلاء المسؤولين فستظل يامواطن طول الدهر تكركر جمل وتحاكي جدار وتنادي أصنام.

أصنام من تولوا على قضايانا ومصالحنا.. والاصنام بلا قلب ولا مشاعر ولا تقدم للحياة زرع ولا شجر ولا ثمر ولا تنميه..بل عادهم يخربون ماتبقى من خدمات أوجدها المحتل البريطاني.

افهموا هذا وخلوه في رؤوسكم حتى يأتي الله لنا بقوم يؤمنون أن الأولوية لمنزل المواطن وليس لمنزل المسؤول.