مقالات وكتابات


الثلاثاء - 30 أبريل 2019 - الساعة 01:21 ص

كُتب بواسطة : وليد ناصر الماس - ارشيف الكاتب


التقيت بصديق لي من لحج قبل أيام قلائل, وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث, كان حديثنا عفويا وتطرقنا لموضوعات عامة.

سألت صديقي ما بال الناس هذه الأيام يقدمون على قتل الكلاب والقطط وحيوانات أخرى بشكل لافت وفضيع, في الشوارع والطرقات والأماكن العامة والأزقة, ولا تقتصر هذه الأفعال المشينة على سكان المدن بل حتى في الأرياف أيضا تجد أكثر سكانها تهوى قتل الحيوانات واصطيادها, بل ويعدون هذه الأعمال بطولة.

هل يوجد قانون يحمي حقوق الحيوان أو رادع ديني يوقف هؤلاء السذج عند حدهم؟.

ضحك صديقي اللحجي وأخذ يتقهقه وبصوت مرتفع, حتى تمنيت أني لم أحدثه بهذا الحديث.
بعد برهة من الزمن توقف عن الضحك ثم التفت نحوي وقال, يا عزيزي حقوق الحيوان موجودة عند الغربيين أما هؤلاء كما تعلم فأنهم مسلمون ولا يتورعون عن قتل بعضهم وأنت تباهم يحترمون الحيوان.

فقد تجد أحدهم يصلي بجوارك بالصف الأول ويخرج بعد الانتهاء من صلاته يغتابك وينم عليك ويحسدك ويسخر منك ويظلمك.
كما تجد أحدهم يلقي إليك التحية فيقول السلام عليك ورحمة الله وما يلبث أن يقتلك من خلفك.
تعجبت من كلامه وقلت هل هذا واقع بالفعل, قال نعم فالمسلمون المتأخرون الإسلام عندهم حبر على ورق, ولا يجيدون منه سوى العبادات العضوية, كيف ذا؟.
يقول والكلام للحجي هؤلاء يفعلون ببعضهم ما لا يتخيله عقل من ظلم وقتل وسحل ودفن للأحياء وإعدام بالحرق وغير ذلك من أساليب وحشية وأخذ يسردها ويذكر كثير من الوقائع, عندها عادت بي الذكريات لما تختزنه ذاكرتي من الجرائم التي فعلها التتار والصليبيون والصهاينة بالمسلمين حيث وجدت أن التتار والصليبيين والصهاينة أرحم بالمسلمين مقارنة بما يفعله هؤلاء ببعضهم.

ثم استطرد صديقي قائلا: مش عاد ذا وبس يا صاحبي ولكن دعني أحدثك عن الزكاة.
قلت له ماذا؟.
فالزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام, وأكيد الناس جميعهم مسلمين وحتما ستؤدي هذا الفرض.
يقول اللحجي يا صاحبي شعها بتحصل أمور يشيب رأس الولدان منها بخصوص الزكاة.
أخذت اتموضع في مكاني وأستعد لأستمع بإنصات لصديقي اللحجي بخصوص ما يقوله بصدد الزكاة.

فقال صديقي: تسعين بالمائة من تجار المسلمين على الأقل وأصحاب رؤوس الأموال لا يهمهم سوى تنمية أموالهم وبمختلف الطرق المشروعة وغير المشروعة, ويرتكبون في سبيل ذلك كل المظالم في سبيل زيادة أرباحهم من ربا واحتكار ونصب واحتيال واستغلال وغش ورشوة والحلف بالكذب وغير ذلك من تجاوزات, فالغاية عند تجار المسلمين تبرر الوسيلة, ثم إذا حان شهر رمضان, يقوم هؤلاء الظالمون باستخراج جزء بسيط من الزكاة المفروضة عليهم ظنا منهم أن ذلك سيطهر أموالهم ويبيحها لهم, ليس هذا فحسب, بل أن هذه الجزئية البسيطة من الزكاة تذهب إلى غير مستحقيها.
كيف يا صديقي؟.
فيضيف قائلا: الزكاة توزع على الأقارب والجيران والأصدقاء والأصهار ومن تربطهم بهم مصالح, ولكسب ولاءات وكثير منها يأخذها القائمون عليها, أما المستحقين الحقيقين فيتضورون جوعا, ولن يحصلوا على ما فرض الله لهم من أموال هؤلاء الأغنياء.

ويردف صديقي بالقول هذه هي حقيقة مسلمي اليوم يا صاحبي, فقد أصبحنا مسلمين بلا إسلام, فاضطريت لمقاطعته من هول ما سمعته من ممارسات لا تؤهل هؤلاء المسلمين إن يكونوا خير أمة أخرجت للناس.

شكرا صديقي اللحجي, فقد أصبت كبد الحقيقة ووضعت النقاط على الحروف.