مقالات وكتابات


الخميس - 04 أبريل 2019 - الساعة 05:40 م

كُتب بواسطة : د. عمر السقاف - ارشيف الكاتب



تابعنا ماأُثير من ردود فعل حول منشور القائد أبو مشعل الكازمي والذي أعلن من خلاله أنه سيقف ضد أي تحركات لحزب الإصلاح والأحزاب اليمنية في عدن ، وتأكيده بالقول : أن وقوفنا بجانب فخامة الرئيس وشرعيته لاتعني وقوفنا وقبولنا بالأحزاب اليمنية التي ناصبت ولازالت تناصب شعبنا وقضيته العادلة العداء ولم تعترف بها.
البعض استهجن واستغرب هذا التحدي من القائد أبو مشعل ولايرون له مبرراً ..بل وذهب البعض كدأبهم المعهود في مهاجمة الرجل.

ولهذا نقول :
أولاً : لمن استهجن واستغرب ذلك ،
لعلكم نسيتم نفس الموقف الذي أطلقه القائد أبو مشعل حين أعلن عن إقامة فعالية 14 أكتوبر بساحة الحرية بخور مكسر ، وبعدها أعلن الإنتقالي أقامة الفعالية بنفس الساحة من باب التحدي ورفض التنسيق والتكامل مع أصحاب الدعوة السابقة ، فما كان من ابو مشعل إلا أن يقابل التحدي بالتحدي ولم تخيفة الأباتشي ولا التهديدات حينها ، وفي الأخير أقام ابو مشعل والمقاومة والعديد من القوى السياسية والإجتماعية إحتفاليتهم بساحة الحرية ، وانسحب الإنتقالي لإقامة فعاليته بالمعلا ، وعدم الإستجابة مع الجهود الخيرة لتوحيد الفعاليتين وكان في ذلك رسالة واضحة للخارج ،
هذا عدا اعلانه وقادة المقاومة ومعهم الهيئة الشعبية والعديد من القوى ضرورة رحيل طارق عفاش فور تواتر المعلومات عن وجوده بعدن وتمت محاصرة معسكر بئر احمد حينها من قبل المقاومة ، وفعلاً تم تفاوض التحالف حول ذلك وتحديد مهلة لرحيله وقواته ، رغم حرف بعض إخوتنا بموقفهم الأمور إلى وجهة غير وجهتها الطبيعية .

ثانياً : لمن لايرى مبرراً للتحدي الجديد لأبو مشعل ..نقول لهم واضح أن رؤيتكم هذه تعكس أنكم مغيبون عما يعتمل على الساحة وما يتم الإعداد له ..
فأبو مشعل ياسادة ياكرام لم يطلق ذلك التحدي جزافاً واعتباطاً ، بل بعد رصد تحركات وورود العديد من المعلومات التي تشير لإعداد وترتيب لإقامة فعالية ضخمة كنسخة طبق الأصل من فعالية تعز وبالتالي خطف الأضواء السياسية عن الجميع وفي مقدمتهم من شرعنوا للإحتكام لمثل ذلك السلوك الخاطئ وغير المحسوب العواقب والمعمق للإختلالات القائمة والموروثة من خطايا الماضي، لمجرد إمتلاكهم لبعض الإمكانات والدعم الخارجي ..
وقلت لهم شخصياً وكررتها مراراً وفي مختلف المناسبات ، أنكم بذلك تستدعون سوءات الربيع العربي الذي يودع ساحاته المشؤومة لتفتحوا له أبواب ساحاتنا لنتبارى فيما بيننا بعد ماكنا موحدين ضد خصم واضح لنا جميعاً ، أنكم بما سلكتموه من إستقواء على شركائكم في النضال والمواطنة والحقوق بنشوتكم بالدعم الخارجي ودشنتم العودة بنهج الإقصاء والتفرد والإستحواذ ضد شركائكم من القوى الوطنية ، وفي مقدمتها القوى المصرة على رفض قبول الدعم الخارجي ، حفاظاً على حرية قرارها وإرادتها في الدفاع عن مصالح شعبها والإنتصار لقضيته العادلة ، وتشكل الهيئة الشعبية الجنوبية نموذجاً ومثالاً ناصعاً ومشرفاً على ذلك ، وقلنا لهم أنكم بذلك إنما تشرعنون لتلك القوى والأحزاب التي سيطرت على الحكم والثروة وشراء الذمم والولاءات لعقودٍ مضت وباتت تملك الأموال الطائلة والإستثمارات المهولة والأغطية الخارجية المتعددة ، وليس غطاءً واحداً ، لتعود في اللحظات الفاصلة لتجرعنا وتجرعكم من نفس الكأس الذي عمدتم على تجريعنا والعديد من شركائكم الوطنيين أياه ، دون حسابات لتبعات ذلك ،
وقلناها بالحرف الواحد إذا كنتم أستقويتم على أهلكم لمجرد حصولكم على بعض الدعم من أحد الأشقاء ، فسيأتي غداً من يستقوي عليكم وَسَيُدعَم بعشرات أضعاف مانلتموه من دعم ، وسيخرج أنصاره ومؤيديه من تحت الأرض إلى الساحات وسينظم لهم عاطفياً قطاعات واسعة من العامة بل والخاصة ممن استعديتموهم وأقصيتموهم وهمشتموهم واستهدفتموهم وخونتموهم وحقرتم من جهودهم وقللتم من إنجازاتهم وخطأتم صواب نهجهم ورؤيتهم وعملتم على هدمهم ووأدهم ، هذا عدا من كفروا وتجرعوا المر نتيجة تلك الأخطاء التي لاتعد ولاتحصى ، وطابور طويل من المصدومين ممن تم دغدقة عواطفهم وتوظيفها توظيف خاطئ وانتهازي ولا وطني.

فها هو كل مانبهنا وحذرنا منه وشخصناه مبكراً ، يعبر عن نفسه بشكل أو بآخر،
وليس ماعبر عنه القائد أبو مشعل الكازمي إلا رؤية مسبقة لإحدى تلك الصور التي نبهنا عنها منذُ الخطوة الأولى للإنطلاقة الخاطئة ، والتي يتم تحميضها حالياً وكي لايتفاجئ بها أولئك المكابرين على المضي في الخطأ أو إدعاء معالجته بخطأ أعظم منه.

أننا في الهيئة الشعبية الجنوبية ( الإئتلاف الوطني الجنوبي ) يحق لنا أن نفخر ونعتز ونرفع رؤوسنا عالياً بكون القائد أبو مشعل الكازمي النائب الأول لقائد شرطة العاصمة المؤقتة عدن القيادي البارز بالمقاومة الجنوبية هو أحد أعضاء القيادة العامة للهيئة الشعبية الجنوبية وعضو قيادة اللجنة الوطنية لحل الأزمات وإعادة الوفاق ووحدة الصف الجنوبي ، بل وكونه أحد القادة المؤسسين الأوائل للهيئة الشعبية الجنوبية والثابت على مبدأه إلى جانب الآلآف من قادة ونخب الجنوب الوطنيين الأوفياء والمخلصين والمصممين على تشييد صرح وطن عظيم يتسع لكل أبناءه وبحاجتهم جميعاً لبناءه ، وطن يُحرم ويجرم فيه عودة نهج الإقصاء والتفرد والإستحواذ الذي دمر ماضينا وسيدمر حاضرنا ومستقبل أجيالنا إذا سمح بعودته ، وطن يعترف كل طرف فيه بالآخر وحقوق الآخر ،وطن تتوفر فيه الأسس والإمكانيات
المتساوية والمتكافئة للجميع التي تكفل عدالة المنافسة لكل أبناءه وقواه في أي معترك وطني مشروع ، ولايبيح لأي طرف أن يستقوي ويستضعف ويعتسف إخوته من القوى الوطنية ، بحصوله على دعم ومساندة أي قوة خارجية لاوطنية ومالذلك من تأثيرات سلبية حاضراً ومستقبلاً ستفضي لإختلال العلاقات وعدم تكافئها لغير صالح شعبنا على مختلف الصعد، بل وضد إستقواء أي طرف بإمكانيات الدولة والسلطة والثروة الوطنية وإعتساف القوى الوطنية الأخرى بسطوتها.
ليصبح الحال كمن يأتي على صهوة حصان أو على مصفحة أو مدرعة ويخاطبك وأنت واقف على قدميك ويقول لك بيني وبينك الميدان تفضل سابقنا والعالم يشهد لمن سبق ، هذا هو الواقع الأعوج السائد ..
فمن هذا المجنون الذي سيشرعن لهكذا ديمقراطية عرجاء وعقلية هوجاء.

لهذا فإن مايعبر عنه أبو مشعل ليس سوى ترجمةً والتزاماً برؤية الهيئة المعلنة والتي لاتعادي ولاترفض القبول بأي قوى جنوبية بل تدافع عن الجميع وحقوق الجميع بدءً بفخامة الرئيس وانتهاءً بأبسط مواطن مهما كانت تبايناتنا واختلاف رؤانا ومشاريعنا ، وبالمقابل رفض كل من يرفض قبولنا وقبول الآخرين والإقرار بحقنا في كل مااقره لنفسه من حقوق ، وفقاً وذلك المبدأ.. وهو مايعمل على إعادة شعبنا لمربعات المأساة الأولى ، وهذا ماحدث ويحدث وسيحدث غداً بشكل أعظم ، إن لم يتنادى العقلاء والحكماء في الشرعية وعلى رأسهم فخامة الرئيس والمهندس أحمد الميسري وخارجها وعلى رأسهم القائد عيدروس وبقية القادة حفظهم الله جميعاً ليتداركوا الكارثة سريعاً ، قبل أن يندم الجميع، وليثبتوا أن قرارهم بإيديهم ،
وليعلموا أن ليس هناك متسع لدى شعبنا لمزيد من اللعب بالنار .. وترك بقايا آثار وبؤر الحرائق في الأرض التي تم إخمادها فيها ، لتأتي الرياح وتشبها من جديد ..

لهذا يشرفنا في هذا المقام أن نعلن أننا قد قررنا تكريم القائد العقيد علي الذيب أبو مشعل الكازمي بمنحه درع الهيئة للشجاعة والوفاء وذلك على شجاعته ووفائه ومواقفة الوطنية الحرة ،
وسيتم ذلك في حفل رسمي فور عودته من رحلته العلاجية بسلامة الله ورعايته..

فألف تحية وتعظيم سلام للقائد أبو مشعل الكازمي وكافة الأحرار والحرائر في قيادة الهيئة الذين باتوا يمثلون نموذجاً مثالياً للوطنية الحقة والإرادة الحرة المحافظة على عزة وكرامة الشعب والوطن والملتزمين بحق بمبادئ وقيم التسامح والتصالح ، والمستفيدين جيداً من أخطاء وعثرات الماضي المدمرة والمصممين على عدم تكرارها ، والعاملين بإخلاص على إرساء الأساسات المتينة الضامنة لعلاقات سليمة مع أشقاءنا وأصدقاءنا متكافئة ومستديمة تتوائم فيها المصالح لا تتابع.

*الدكتور عمر عيدروس السقاف*
*رئيس الهيئة الشعبية الجنوبية*
*( الإئتلاف الوطني الجنوبي )*
عدن الخميس 4 إبريل 2018