مقالات وكتابات


الأربعاء - 23 يناير 2019 - الساعة 07:54 م

كُتب بواسطة : وديع الفقير - ارشيف الكاتب


( أهذهِ الحياة التي كنتُ أركلُ بطن أمي لأجلها ؟! ) .
لا ياعزيزي جبران ، بل هذه هي الحياة التي قدّمها لنا من باعوا الأوطان وقبضوا الثمن .
هذه هي الحياة حين يتحكّم بنا فيها اللصوص والمرتزقة .
هذه هي حين يكفُّ الغني عن بذل الزكاة للفقراء ، وعن منح الصدقات للمساكين .
هذه الحياة شنيعة _ ياعزيزي _ ولو لم تكن كذلك لما خرجنا إليها ونحن نبكي .
قبيحة هي ومُفزعة ، ولم لم تكن كذلك لما عشنا سنوات أعمارنا ونحنُ نحنُّ للطفولة .
الحياة كانت ستكون جميلة لو لم تُدمّر أوطاننا .
كانت ستكون جميلة لو لم يكن فيها البقاء للأقوى ، والفناء للضعفاء .
كانت ستكون أجمل لو لم يمرُّ العابرون من أمام هذه الفتاة دون اكتراث .
بطن أمك _ ياجبران _ أرحم ، حين يسقط المطر على هذه الطفلة دون أن يحميها منه أحد .
بطن أمك أرحم بألف مرة ، حين ينقسم العالم مابين غني يُشكّل 10% من سكان العالم ، وبين فقير يُشكل ماتبقّى من عدد سكان هذه الأرض .
لامكان _ ويا للأسف _ ياجبران في هذه الحياة للعواطف ، فهذه الحياة عواصف تقتلع كل مايملك الفقراء ، حتى أحلامهم وكرامتهم .
للذين لازالوا في بطون أمهاتهم :
لا تستعجلوا الخروج .