مقالات وكتابات


الأربعاء - 16 يناير 2019 - الساعة 10:48 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب



مهما كان توصيف العلاقة بين الجنوبيين ودول التحالف العربي التي فرضتها الحرب الحوثية العفاشية المعتدية على الجنوب في العام 2015م ، إلا أنه يجب على دول التحالف العربي أن تتعامل مع الجنوبيين كدولة ، ولا تنخدع أو تخدع نفسها بتعامل آخر ، كأن تنظر إلى جغرافية وطن الجنوب على أنها منطقة محررة من الحوثي ، فيكون تعاملهم معها كمنطقة عبور أو منطقة صراع فقط تستطيع من خلالها القضاء على الحوثي ، ولا تنظر إلى إخلاص الجنوبيين في القتال إلى جانبهم ضد الحوثي وكأنه استهواء للقتال فقط أو للكسب المادي ، أنما كل ذلك قد كان جزء من نضالهم للتحرر واستعادة دولتهم ، لهذا على دول التحالف العربي أن تتعامل معهم كدولة ، لأنه و مهما كانت مسميات وأشكال الدعم المختلفة المقدمة من التحالف العربي للجنوب إلا أن ذلك لايعد جزاءا مقابل التنازل عن قضية الجنوب أو التوقف عن مواصلة النضال الجنوبي أو للاستمرار في التكتيم السياسي الممارس ضد القضية الجنوبية ، الذي وبسبب هذا التكتيم الغير محدد بأجل مسمى نرى أن الكثير من الحقوق الجنوبية الثورية قد اختفت وطال زمن إختفائها ، ونحن كشعب جنوبي قدم التضحيات الجسام في سبيل استعادة دولته نخاف أن يكون ذلك التكتيم السياسي من قبل التحالف العربي للقضية الجنوبية متعمد وعلى أثره قد لا تكون هناك أي نية للتحالف العربي في التعامل مع الجنوبيين كدولة في المستقبل .

وبغض النظر عن تلك العلاقة الجانبية القائمة بين قيادة المجلس الانتقالي ودولة الإمارات الشقيقة وما تقدمه من دعم سخي في التشكيلات العسكرية الجنوبية كالأحزمة والنخب ، وذلك الدعم المالي للانتقالي الجنوبي إلا أن هذه العلاقة الجانبية لاتبرر أن يبقى الجنوبيين بذلك السكوت الخجول وذلك الرضى الممزوج بالاستحياء على تعاطي دول التحالف وعلى رأسها الشقيقة السعودية بتلك المواقف السلبية أمام ذلك العبث التآمري الإجرامي الإرهابي التخريبي الذي يتعرض له الجنوب من قبل قوى الشمال الاحتلالية (المؤتمر الإصلاح الحوثي) الذي يتم التخطيط والتنفيذ له من مركز الشرعية نفسها ، حيث إننا نرى _ وهذا قد أزعجنا كثيرا _ دول التحالف العربي وهي تتعامس عن كل تلك الأفعال التآمرية لشرعية على محسن الأحمر في زعزعة أمن واستقرار الجنوبيين وتخريب مؤسساتهم الوطنية وتعطيل خدماتهم وأمنهم المعيشي وأغتيال مناضليهم وكوادرهم السياسية والعسكرية معتبرة ذلك وكأنه شأن يمني داخلي .

هذا ليس منطقيا ولا عدلا منهم ، بل يجب عليهم أي على دول التحالف العربي أن تغير من حالها ذاك في التعامل مع الجنوبيين من الآن وصاعدا كي لاتصطدم مستقبلا بتكشف أمر الواقع للعلاقة الحقيقية بينها وبين الجنوبيين ، الذي لايزيل تراكم مشكلات هذا الواقع الجنوبي إلا بالتعامل معهم كدولة ولو ضمنيا إلى أن يتم استكمال تشكيل مؤسسات الدولة الجنوبية القادمة .

إلى هنا والصوت الجنوبي المعبر عن حال اتفاقهم جميعا في استعادة دولتهم يقول للتحالف العربي ، كفى ذلك الغموض السياسي بخصوص قضيتهم الوطنية ، كفى السكوت عن شرعية الأحمر فيما تقوم به من عبث ونهب وتدمير وتفجير وإحراق للمنشآت النفطية ومؤسسات الجنوب الوطنية الإيرادية وغير الإيرادية ، كفى تفخيخ وأغتيالات لكوادرنا السياسية والعسكرية ، يجب التعامل مع الجنوب كدولة ، يجب الأعتراف بدولة الجنوب .