مقالات وكتابات


الجمعة - 28 ديسمبر 2018 - الساعة 11:23 م

كُتب بواسطة : وديع الفقير - ارشيف الكاتب


في الجنوب نحن نعيش ( أزمة أخلاق ) ، سأكون صادق معكم ، وبعض الصدق مثل الجرح ألماً .
هي كذلك ( أزمة أخلاق ) تسببت في كل مانعاني منه .
أزمة لا علاقة للشمال فيها ، ولا دخل لحزب الإصلاح في نتائجها ولا في أسبابها ، وليست محصورة في أبين أو الضالع ، بل منتشرة في كل شبر من أراضي الجنوب ونابعة من داخل أنفسنا نحن .
أعراض تلك الأزمة الأخلاقية تتجلى بكل بوضوح في حالة الفوضى التي نعاني منها .
لا الشمال ولا حزب الإصلاح ولا علي محسن ولا خلايا النظام السابق ، هي المسؤولة عن كل هذا الفشل .
كل العبث الحاصل في عدن نحن المسؤولون عنه وحدنا ، ونحن سببه ، ونحن وحدنا من نعاني من نتائجه السلبية والكارثية .
( أزمة الأخلاق ) تلك بدأت إثر الهزيمة النفسية بعد صيف حرب 94 م ، وترعرعت في ظل غياب جزء كبير من ثقل ووزن الدولة منذ تلك الحرب ، وتلقّحت بلقاح عودة الجنوب منذ مابعد حرب 2015 م .
لذلك تلك الأزمة عميقة جدا ، ومنتشرة بشكل لا يًصدّق ولا يُعقل .
( القرارات الفردية ) و ( التبعية المالية للتحالف ) و ( عدم الخضوع لسلطة أمنية مركزية ) و ( ازدواج الجهات الأمنية ) هي أقوى العراقيل التي تقف في طريق استتباب الأمن ، وهي أعمق نتائج لتلك الأزمة .
في الشمال يخضعون لسلطة الدولة ، وإذا غابت تلك السلطة أو قل تواجدها ، يخضعون للأعراف والأحكام القبلية ، بينما نحن لا نخضع لتلك ولا لهذه .
نحن نعاني من أزمة أخرى أيضاُ تتعلق بنظرتنا لأنفسنا ، تلك النظرة التي يسيطر عليها الإستعلاء والشعور بأننا جنس مختلف عن أجناس البشر .
نظرتنا لأنفسنا تشبه نظرة النازيين لأنفسهم ، وإيمانهم أنهم جنس مختلف لم يُخلق إلّا ليحكم .
الخلاصة : لن تقوم لنا قائمة مالم نتخلص من تلك الأزمة النفسية التي نعاني منها بشكل جماعي ، ولن نتقدّم ولو خطوة واحدة ونحن لازلنا نلقي باللوم على غيرنا في هذا الفشل .
ثم ماذا ؟! .