مقالات وكتابات


الأربعاء - 28 نوفمبر 2018 - الساعة 05:48 م

كُتب بواسطة : سالم لعور - ارشيف الكاتب


للمجتمعات أوطان وللأوطان حكام وللحكم رجال دولة .. والمهندس احمد بن أحمد الميسري واحد من أبرز الشخصيات القيادية التي عرفها مجتمعنا اليمني على مر تاريخه . . لعلها الظروف التي وجدت للمآئة الأعظم في تاريخ الإنسانية ان وجدت للقائد الميسري لأصبح يزاحم هؤلاء " المآئة الأعظم " في تاريخ الإنسانية ولحاز أسبقية في مقدمة ترتيبهم كونه سياسيا محنكا يثق بنفسه ثقة مطلقة يتخللها التواضع ليعيش معاناة الناس المظلومين والمقهورين وأصحاب الحق ومن شاءت صروف الحياة أن يعيشون تحت وطأة الفقر والجوع والمرض وكوارث الحروب والمجاعات والصراعات من أجل أن يرفع عنهم الظلم ويقتل أسباب عوزهم وفقرهم وحاجتهم ويقلل من شدة آثار المصائب التي حلت بهم لسبب ما كان او لآخر ، بما يستطيع تقديمه من الإمكانات المتاحة لسلطته ، لدرجة تجده في أحايين كثيرة يحتاج أبسط الاحتياجات الضرورية له او للمقربين منه في عمله ولم يجدها ، لأنه حين يشعر حاجة الآخرين مرضى أو محتاجين أو من قهرتهم ظروف الحياة يجد نفسه ملزما لسد حاجتهم ولو من ما قد يحتاجه لأبسط مقومات ومطالب المعيشة اليومية له وللمقربين منه ممن يقومون بمهام الحراسة الخاصة به وبموقع عمله .

كما اسلفت سابقا لعلها الظروف الملائمة التي ان وجدت لتصدر الميسري قائمة الصفحات الأولى لرواد العظماء الأوائل من قادة البشرية في كونه يتحسس بقلب ملائكة الرحمة لنبض الشارع ومعاناة الناس ليكون قريبا منهم ليتمكن من التعبير عن همومهم دون ان يعر أي اهتمام لانتماءاتهم الحزبية أو المناطقية او وجهات نظرهم والتي تتلاشى حدودها في نظرته الجادة بعيدة المدى التي لا تختفي من شموليتها آلام الناس وعذاباتهم ومعاناتهم اليومية وطموحاتهم في العيش بكرامة وحرية وعدالة ومساواة كانوا من المؤيدين له أو المعارضين لتوجهاته وما تمليه عليه مسؤولياته الفردية والجماعية سياسيا واجتماعيا وفي مختلف مناحي الحياة.

تمنيت لو ان كثيرا من ساستنا يحذون هذا المسؤول المتواضع والإنسان " الميسري " . . تجده ينصت إليك تماما ولا يقاطعك وكأن على رأسه الطير ، ويقرأ وجهات النظر المختلفة بين المتحدثين او المخالفة لوجهة نظره ؛ ويختار الوقت المناسب لطرح وجهة نظرة بحيادية دون التأثر او الميل لوجهات النظر ليعبر عن وجهة نظرة ، دون ان يسخر من اختلاف وجهات النظر مع الآخرين ، وهذا ما اكسبه احترام الآخرين له وان اختلفوا معه سياسيا او ثقافيا او اجتماعيا وغيرها .

صراحته وصدقه جعل المعارضين له سياسيا يعيدون حساباتهم ، ويجدون انفسهم مجبرين للتعامل معه وبناء جسور من الثقة بينهم وبينه تعزز نقاط الالتقاء والقواسم المشتركة ، وتضع المعالجات لتقريب وجهات النظر في جوانب الخلاف والنأي بها بعيدا كي لا تؤثر وحدة الرؤى بنظرة شاملة لا من الزوايا الضيقة ، وزيارته الأخيرة للإمارات دليل على ما أقول .

حين يتحدث نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس " الميسري " يلفت الانتباه فلا تشعر أنك أمام متنفذ يبطش بحقوق الآخرين أو يجبرك على قبول رأيه ، ولكن تشعر بقدرته على التأثير في مشاعرك الشخصية تصحح من خلالها السلوكات والآراء السلبية وتستجيب لتعديلها وتعزز الإيجابية منها ، فتشعر أنك أمام مسؤول مثقف وإنسان رحيم وقلب يتسع لمعاناته وهمك وعقل ناضج ومتفتح يقبل بك كإنسان وبرأيك لتعبر عنه كيفما تريد ودون ان يصادره عليك رأيه أو رأي آخر .

تعمدت في هذا الحيز المتاح أن أسلط الضوء عن جوانب عامة في شخصية " أبن الميسري " الإنسان والقيادي الناجح والسياسي المحنك دون الغوص في تفاصيل قصة نجاحاته التي لا تكفي لسردها صفحات لو كتبت بماء الذهب لما استطاعت ان تفيه حقه . . لا أريد الحديث عن إنجازاته التي تحققت منذ أن تبوأ المسؤولية في ريعان شبابه وحتى اليوم بعد أن عركته الحياة ، واكسبته خبرات وقدرات ومهارات استطاع صقلها بتجاربه الوطنية والسياسية والشخصية والاستفادة منها لما من شأنه أن يضيف إضافات جديدة إلى ما تركته بصماته السابقة من أثر بالغ وعظيم لدى المواطن البسيط والسياسي البارع والمثقف والمبدع والفنان والعالم والأديب والمحتاج والمريض والمظلوم وذي الاحتياجات الخاصة وللطالب والمعلم والباحث وحتى لفئات المهمشين والنازحين والمبعدين قسريا عن اعمالهم أو ترقياتهم بسبب مراحل الصراعات السابقة التي أراد الله من أمثال الوزير " الميسري " ان يمسحوا آثارها وآلامها وجاهليتها بفكر واع ومتجدد لديه القدرة على لم الشمل وضمد الجراح ووحدة الرأي والترفع عن الصغائر والضغائن ومثيرات الفتن والشقاق والنفاق بفتح صفحات مشرقة ونظيفة ترسم لحاضر مجيد ومستقبل مشرق ينتصر للحق ويبني المجتمعات والأوطان ويضع الأساس المتين للتغلب على معاول الهدم وحمل معاول البناء والتنمية ومعالجة ما أفرزته ظروف الحرب وقوى البغي والعدوان التي استباحت كل شبر في اليمن ببغيها وعدوانيتها لكل ما له صلة بالحياة والإنسانية .

الحديث عن نجاحات الميسري التي تحققت منذ توليه مناصبه المتعددة قبل وبعد الحرب وبطولاته خلال الحرب وضراوة المعارك في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة حديث ذو شجون وستناولها لاحقا ، وأملي أنني توفقت في الحديث عن محطات عامة في حياة الوزير والقائد المحنك والإنسان المتواضع " أحمد الميسري " واختمها بكلمة " لا شكر على واجب " التي ردها ابن الميسري لكل من أراد رد الجميل لوفاء ودور الوزير الميسري في تقديم مساعدة له كانت مرضية أو إنصاف لاستعادة حق أو ترقية ظلم صاحبها او عمل إنساني او نقلة نوعية في حياة مسؤول للتخفيف من معاناة رعيته او أي عمل يحمل قيمة إنسانية أو أخلاقية ، وغيرها من المآثر العظيمة التي صنعتها بصمات " الميسري " في كل مناحي الحياة ، وأبرزها رده لمن يقوم بشكره كرد لجميل صنعه " لا شكر