مقالات وكتابات


الأربعاء - 31 أكتوبر 2018 - الساعة 02:16 ص

كُتب بواسطة : أ. محمد الدبعي - ارشيف الكاتب


وصلتني تقارير يمنية موثوقة المصدر أن المليشيات الحوثية قامت بحملات مسعورة ضد الصحافيين والناشطين في صنعاء وبقية المناطق اليمنية الخاضعة لها، حيث أطلقت العنان لمسلحيها، أمس، لمداهمة ندوة صحافية مناهضة لخطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل الإعلام اليمنية والتي نظمتها مؤسسة منصة للإعلام والدراسات التنموية بالتعاون مع منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، وهي منظمة مجتمع مدني غير حكومية، وأقدمت على اختطاف نحو 20 صحافياً وعلى رأسهم نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق الأستاذ عبد الباري طاهر.
وفي هذا السياق أفاد المصدر الموثوق وهو أحد المفرج عنهم تفاصيل الاقتحام الحوثي للندوة : أنه بعد نصف الساعة من إفتتاح المؤتمر الصحافي الخاص بالفعالية الختامية لمشروع (مواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل الإعلام اليمنية) إقتحم ثلاثة مسلحين من عناصر الحوثيين إحدى القاعات في فندق «كمفورت» في شارع القاهرة في صنعاء، حيث تقام الندوة  في صبيحة يوم الخميس 25 أكتوبر، معرّفين أنفسهم بأنهم من الأمن القومي التابع للجماعة وأن جميع من في القاعة موقوفون وعددهم 20 صحافيا. وبعد نصف ساعة أخرى امتلأ الفندق بالمسلحين من عناصر الجماعة وتم اقتيادهم على متن عربتين عسكريتين إلى مبنى جهاز الأمن القومي الخاضع للميليشيات، حيث قاموا باحتجازهم داخل مطبخ لا تتجاوز مساحته ثلاثة أمتار مربعة.
وذكر عضو مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين نبيل الأسيدي، في بيان أن من بين المختطفين المشاركين في الندوة كلاً من: أشرف الريفي، وعادل عبد المغني، وزكريا الحسامي، وفاطمة الأغبري، ومعين النجري، ومحمد شمسان.
لكنه تم الإفراج بعد ساعات على 18 صحافي، ثم عادوا وأفرجوا عن كل من عادل عبدالمغني واشرف الريفي في نفس الليلة.
وفي نفس سياق الحملة الميليشياوية ضد الإعلام فقد سبق إعتقال الأخ إياد الموسمي مراسل إحدى القنوات التلفزيونية العراقية، وهو لا يزال في أحد المعتقلات التي يديرها جهاز الأمن القومي الخاضع لسيطرة الميليشيات في صنعاء.
وذكر الصحافي المفرج عنه أن «عناصر الجماعة جعلتهم يوقّعون على تعهدات خطية بعدم حضور أي مؤتمر صحافي أو فعالية إلا بعد إبلاغهم، كما أخذت منهم تعهداً بالحضور إلى مبنى الأمن القومي في أي وقت يُطلب منهم.
إلى ذلك أفاد ناشطون في مدينة الحديدة بأن الجماعة الحوثية صعّدت من حملاتها ضد الصحافيين والناشطين، وقامت أول من أمس (الأربعاء)، باختطاف ثلاثة من طلبة كلية الإعلام في جامعة الحديدة، بعد أن تعقّبتهم إلى أحد المحلات داخل المدينة واقتادتهم إلى مكان مجهول يرجَّح أنه أحد سجونها السرية.
المختطفون الثلاثة هم الفنان محمد الميسري، والصحافي بلال العريفي، والمصور محمد الصلاحي، وجميعهم لا علاقة لهم بأي نشاط خلال الفترة الراهنة تجنباً منهم لإثارة غضب الميليشيات التي تترصد جميع تحركات الإعلاميين والناشطين.

لابد من وقفة جادة ضد كل محاولات النيل من الحقيقة والصحافة الحرة، وإني إذ أطالب الشرعية والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بإتخاذ الإجرآءات اللازمة لحماية الإعلام والإعلامين، فإني أطالب كل الأحرار بالتصدي لمثل هذه التصرفات الهوجاء واللامسؤولة، وأطالب زملائي الإعلاميين والكتاب بالثبات وعدم النكوص أو التراجع تحت أي ظرف كان، لأنكم أنت صوت الحق وصورة الحقيقة.

وقد وصلني البيان الختامي للندوة، وهو مرفق أسفل التقرير.