مقالات وكتابات


السبت - 02 أكتوبر 2021 - الساعة 04:50 م

كُتب بواسطة : سام الغباري - ارشيف الكاتب


خرج الباحث اليمني "الخضر بن حليس" من دائرة الحكمة في "فيس بوك" مثيرًا جلبة لا يقع فيها حكيم ذو بُعد ورؤية، متناولًا بالقسوة المفرطة في شأن دعوة الأقيال اليمانيين إلى توحيد هويتهم، متهمًا الدعوة بتأثرها ببقايا اليساريين الذين يتحكمون بها، ولم ينتبه إلى أن اليسار اجمالًا لهم دفقات حنان واضحة مع التشيع لما يمثله من ثورية مسلحة تستهويهم .

ثم عرج "الخضر" إلى اتهام خطير بـ "ردة" الأقيال دينيًا، ولم ينتبه مرة أخرى إلى وقوعه تحت التأثير الهاشمي الذي لم يترك مساحة ولا مكانًا ولا اجتماعًا ولا لقاءً فرديًا أو جماعيًا إلا وشنعوا في الأقيال بكل التهم، واخطرها تهمة الردة، كسابق من واجهوا الهاشمية الفارسية قديمًا، وبهذا خسر "الخضر" نقطة من حكمة الباحث، فقد وقع - دون أن يدري - في فخ الحوثيين وهويتهم الإيمانية العنصرية، وصار صوتًا مفيدًا ينتهي بإحراز مكسب للعدو، وكأنه بذلك يدافع عن بيضة الإسلام من المرتدين المزعومين .

ثم مارس "بن حليس" السقوط الاختياري مُستلذا بالغياب، ومشمولًا بتأييد عدد من المغيبين، عندما أنحى بحضارة اليمن التاريخية إلى الوثنية، وكأنها سُبة لا تليق بمن صاروا مسلمين، دون أن ينتبه للمرة الثالثة أن الحضارة اليمانية الخالدة في أسفار التاريخ وأمجاده كانت صاحبة الايمان الرحماني، وملتزمة بوصايا أول نبي على كوكب الأرض بعد الطوفان "هود عليه السلام" الذي نفاخر جميعًا أنه جدّنا المبارك .

من حق اليمانيين أخيرًا أن يستووا على هوية جامعة، تؤمن بحرية المعتقد، وتُجرم الخرافات الدينية المسلحة، وتهدف إلى إعلاء الهوية اليمانية كمرتكز وطني يلغي الشمال والجنوب، والاعلى والاسفل، والشافعي والزيدي، ويمنع المذهب من اكتساب صفة جغرافية في بلد يجب أن يكون كل فرد فيه حُرًا باعتقاداته الدينية، ويجب أيضًا أن يكتسب هوية اليمن طالما كان في جيبه جواز سفر يمني، بولاء وانتماء حقيقيين

يقال أن الخضر عليه السلام، كان المقصود فيمن قال عنه الله سبحانه "قال الذي عنده علم من الكتاب"، هكذا كان الخضر مقرونًا بالعلم والقوة، لكن "الخضر بن حليس" مع الأسف فقد هذا المعنى، وكان لأول مرة لا يشبه اسمه، ولا لاسمه عليه تأثير .

والله المستعان