مقالات وكتابات


السبت - 01 سبتمبر 2018 - الساعة 08:22 م

كُتب بواسطة : الخضر البرهمي - ارشيف الكاتب


أسعدني حقا ذلك السؤال الذي يجهله الكثير والكثير من كتاب وعمالقة في صحافتنا اليمنية اليوم ، وقد يستوقفك عزيزي القارئ إختياري لهذا الموضوع ، ولكنني أدعوك لتقف معي بضعة دقائق لتتمعن وتقرأ وتعطي رأيك بشدة وتحليل فالموضوع بحثي وفقدان ثقافة لابد أن يدركها القارئ في ظل تزاحم المعارف التي اصبح المثقف لايدري ماذا يقراء وكيف يفسر حيال انتشار اللون الاصفر المخادع للحقيقة !!

شاع مصطلح ( الصحافة الصفراء) في أواخر القرن التاسع عشر ، عندما دارت رحى الحرب الإعلامية بين عملاقي الصحافة الأمريكيين ( جوزيف بوليتزر ،، ووليام راندولف هيرست ) واتهم النقاد صحيفتيهما بالإثارة الكاذبة بحثا عن زيادة التوزيع وكانت
الصحيفتان قد اتفقتا على طباعة رسوم حلقات لمسلسل بطلها ( الفتى الأصفر ) مماجعل لقب الصحافة الصفراء تلتصق (بجوزيف ووليام) ومن ثم تطلق لاحقا على كل صحيفة لاتقدم سوى الأخبار غير المدروسة تحت عناوين لافتة ، ومبالغات كاذبة عارية من الصحة ومشاحنات مفتعلة بطريقة غير مهنية اصلا بل وغير أخلاقية أحيانا !!

واذا كان ذلك الصراع الأصفر قد بلغ ذروته في العام 1898م صحفيا فمابالك باعلام عصرنا في الألفية الثالثة بوسائطه الكثيرة يستحق أن يلقب بالاعلام الأصفر ، فلم تعد الصحف وحدها هي الصفراء ، بل أصبح لدينا قنوات وإذاعات ومواقع الكترونية صفراء وفريق كبير اصفر من الإعلاميين الذين أهانوا المهنة من أجل حفنة من الماكسب المادية الزائلة وكانت ضحية ذلك كله الثقافة الرصينة التي غابت أو كادت تختفي من قلب وسائطنا ورموزنا الاعلامية سواء كان ذلك على مستوى علمنا العربي أو عالمنا اليمني الذي كل من أمتطى القلم وجمع له كلامات ركيكة المعنى واسلوب بليد متقطع الوصف والدقة صار صحفي !

تكاثرت القنوات التلفزيونية التي يطلقها العرب في الوقت الحاضر كغثاء السيل وتنافست دور النشر والمطبوعات وهي دسمة بالكذب والدجل والخرافة فمن اجل إعلام ينبذ اللون الأصفر يتوخى الحقيقة لابد من الكتابة بصدق وتحري الدقة ،، لانك لن تعبر هذا العالم إلامرة واحدة فأي خير تستطع فعله فافعله دون تأجيل .. ذلك لانك لن ولم تعبر هذا الطريق ثانية .