مقالات وكتابات


الأحد - 05 سبتمبر 2021 - الساعة 09:25 م

كُتب بواسطة : محمد الثريا - ارشيف الكاتب



ألن تسهم هذه الخطوة في إستعادة الشرعية ولو بعضا من كرامتها المهدرة؟!!

لاشك أن عملية أسر وزير الدفاع ورفاقه قد مثلت يومها صفعة قوية للشرعية اليمنية، بل وأعتبر لاحقا فشل جهود الإفراج عن الوزير السابق وبقية القيادات العسكرية الأسيرة على مدى سنوات الحرب الماضية بمثابة إهانة أخرى للشرعية ودورها السياسي والعسكري الذي تتكئ عليه في صراعها مع قوى الانقلاب سيما بعد الاهانة الاولى التي وجهت لها وللمجتمع الدولي أثناء رفض الحوثيين لقرار مجلس الامن القاضي بسرعة الافراج عن اللواء الصبيحي ورفاقه وفشل الشرعية اليمنية آنذاك في الاستفادة من ذلك الرفض حينما عجزت خارجيتها عن تصعيد الأمر سياسيا لمصلحة زيادة الضغط الخارجي على الحوثيين بوصفهم معرقلي قرار أممي وجماعة لاتعترف بمطالب المجتمع الدولي ككل .

اليوم لدى الشرعية اليمنية فرصة متاحة لتعويض بعضا من فشلها الدبلوماسي المتراكم وهي التمسك بورقة إعتقال المرجعية الحوثية حسن العماد الذي ألقي القبض عليه قبل يومين في المهرة، والعمل على توظيف تلك الورقة لصالح إنجاز صفقة تبادل أسرى نوعية تتلخص في إفراج الحوثيين عن الصبيحي ورفيقيه في مقابل إفراج الشرعية عن العماد، وبهذا تكون الشرعية قد حققت لنفسها ولو نصرا معنويا يشفع لها ربما القليل أمام كومة أخطائها المرتكبة ووسم الفشل الملازم لأدائها طيلة سنوات الحرب الفارطة ..

وقياسا بالظروف التي تشكلت على إثرها، فإن الحكومة الحالية ليست معنية بمهمة تحرير اللواء الصبيحي ولاتندرج أصلا مثل هذه المهام ضمن قائمة أجنداتها المحددة ، اي بمعنى من الصعب مطالبة حكومة خدمات بهذا الأمر ..

إن الجهة المعنية فعليا بتلك المهمة، ومن يتوجب عليها السعي حثيثا في إنجاز تلك الخطوة هي مؤسسة الرئاسة، كما انه سيكون من الخطأ السماح بنقل القيادي الحوثي الى عهدة التحالف، إذ سيعني ذلك حينها ان المرجعية العقائدية حسن العماد قد تحول من ورقة سياسية خاصة بالشرعية وحدها الى ورقة ضغط سياسي تخص قيادة التحالف وتخضع بالضرورة لحساباتها السياسية، وهنا تكون الشرعية اليمنية قد بددت بالفعل أهم فرصة لديها في إستعادة وزير دفاعها السابق وأكدت مجددا فشلها وخنوعها المعتاد .

لم تعد وكما يبدو مسألة فك أسر الوزير السابق محمود الصبيحي أولوية لدى أحد اليوم، وبدا جليا يومها أن تعيين المقدشي وزيرا للدفاع بديلا عن الصبيحي قد جاء فعلا بمثابة الإعلان صراحة عن خروج اللواء الصبيحي من حسابات التحالف وربما الشرعية ذاتها .

إلى ذلك، قد يبدو حقا أن عودة اللواء الصبيحي إلى المشهد من شأنها أن تربك حسابات الكثيرين، لذلك يظل من المتوقع كما الحال مع وقائع سنحت سابقا أن لايبذل اي جهد من قبيل تحويل واقعة إعتقال المرجعية الحوثية ذات الوزن الثقيل بداخل الجماعة الى صفقة تبادل أسرى كتلك التي أشير اليها، خاصة وأن الامر كما ذكرنا بات في منظور المعنيين به اليوم يتعارض كثيرا مع حسابات المرحلة الراهنة وحتى القادمة ..

محمد الثريا