مقالات وكتابات


الجمعة - 20 أغسطس 2021 - الساعة 11:48 م

كُتب بواسطة : عارف السنيدي - ارشيف الكاتب




لم التق بها قط في حياتي سوى بضع ثوان مرت من امامي في صالة الإنتظار في مطار عدن حين عودتها من سفرها من إحدى البلدان بعد سنوات طوال من معرفتي بها.
ولكني بفضلها التقيت بنفسي ، عرفت نفسي وآمنت بنفسي لذلك فأنا مدين لها بنفسي وحياتي وكل ما أنا عليه الآن وكل ما سيكون في قادم أيامي.

لقد عرفتها حين كنت لازلت شاباً بسيط الحال معدوم الإنجاز فكان وجودها المعنوي قوة وعون وسند لي حتى وإن كانت تفصلنا بضع مئات من الكيلو مترات فلقد كانت روحها تحتفي بي بلا شيء ولا إنجاز ولا رصيد ولكن إيمانها بي واستشعاري باحتفائها بي شحن الروح التي بين أضلعي بطاقات جبارة مدتني بالقوة والعزيمة والثبات والكفاح الصلب لأصنع من نفسي سيرة يُحتفى بها.

وحين وصلت لتحقيق ما سعيت لأجله من غايات وطموحات وملأت سلة أهدافي بالنجاحات لم تكن معي!!!
ولم أجد من يحتفي بي او يشاركني لذة النجاح أو من أهدي إليه نجاحاتي وأقلده وسام إمتناني!!!
فما طعم ما حققت وما قيمة ما حصدت بدونها لذلك لم أعد أبالي بما حققت ولا قيمة له عندي ولا أبالي من ضياعه وانهياره أمامي بل بت مرحباً بذلك بدم بارد وكأن لسان حالي :

" بكيت وهل بكاء القلب يجدي
*** فراق احبتي وحنين وجدي
فما معنى الحياة إذا افترقنا
*** وهل يجدي النحيب فلست أدري
فلا التذكار يرحمني فأنسى
*** ولا الأشواق تتركني لنومي
فراق أحبتي كم هز وجدي
*** وحتى لقاهم سأظل أبكي "


لقد كانت وستظل حتى آخر يوم بحياتي فناري الذي به اهتديت لطريقي وخارطتي التي سرت ولازلت أسير على أثرها وبوصلتي التي تحدد إتجاه مستقلبي.
فعلى روحك مني السلام حين ولدتِ وحين ترقى روحك الطاهرة وحين تبعث.

في الحنين إليها :

أبحكي لك عن أحوالي
وابيك تشوف لي صرفة
خيالك دائم في بالي
واحس بشي ما اعرفه

يوديني الفكر ويجيب
وشوقي لك معنيني
لانك لما عني تغيب
تضيق الدنيا في عيني

ومن حبك وتأثيرك
فؤادي ينبض بطاريك
صعب يهوى أحد غيرك
وهو ميت أساساً فيك

وش احكي لك ووش أفسر
عن أحوالي وعن علومي
كثر شوقي لك تصور
اشوفك حتى في نومي

( كلمات من اغنية " أبحكي لك " للفنان عادل محمود )

لله ما تكن الأنفس وما تخفي الصدور
#حبر سنيدي
20 Aug 2021