مقالات وكتابات


السبت - 24 يوليه 2021 - الساعة 09:42 م

كُتب بواسطة : عارف السنيدي - ارشيف الكاتب



منذ ما يقرب النصف شهر وسيارتي مركونة لبعض الأعطال التي آثرت أن أؤجل إصلاحها لحينما يتهيئ الوقت المناسب.

وقد وجدت من عزلة العيد فرصة مناسبة للتفرغ وإصلاحها.

قمت بإصلاح المشكلة بشكل مؤقت ريثما تعود الحياة وتفتح المحلات المغلقة لإجازة العيد وأشتري حاجياتي.
ولأن فترة إركان السيارة كانت طويلة فقد ذهبت لأقوم بغسلها من تراكم الأتربة التي عصفت بها خلال فترة ركنها خاصة وأن المدينة عانت من فترة رياح وأتربة شديدة.

ذهبت إلى أحد المواقف لغسل السيارات وركنت سيارتي وترجلت منها لأجل أن يقوم العامل بالغسيل ودخلت كافتيريا متميز في تحضير العصائر لأقضي دقائق الانتظار رثيما تجهز سيارتي.
وفي هذه الأثناء مر شائب يظهر على وجه تجاعيد الزمان وأهوال الحياة يتلمس بعفة حاجته في عيون مرتادي الكافتيريا نظرت إليه بصمت مريب وانا أراقب سلوكه وسلوك من حوله والألم يعتصر قلبي.

هناك وفي إحدى الزوايا يتجمع خمسة أفراد على طاولة وكأن قرابة نسب تربطهم وإذ بهم ينادون على ذلك الشائب ليكون سادسهم ويتناول الطعام معهم وكأنه منهم وفيهم دون أن يصنعوا حواجز طبقية أو أفكار دونية رغم أن مظهرهم يوحي أنهم من طبقة مجتمعية رفيعة!

حقاً في تلك اللحظات لم تتمالك عيناي أعصابها لتمنع الدمعة من الإنهمار ولم أستطع أن أكبح حلقي من الحشرجة والعبرات
كنت أنظر إليهم بنظرات إجلال وإكبار لهم وكأن عيناي تقبل رؤوسهم من كرم صنعيهم ولا أخفي حسد روحي لأخلاقهم فهنا يجوز بل ويستوجب الحسد.

أخيراً أجد روحي تستحضر عبارتين الأولى لسيد البشر المصطفى حينما قال:
" ابغوني الضُّعفاءَ ، فإنَّما تُرزقونَ و تُنصرونَ بضعفائِكُمْ "
والأخرى للشاعر ابو الفتح البستي حين قال :
" أحسنْ إلى الناسِ تستعبد قلوبهمُ
*** فلطالما استعبدَ الناسَ إحسانُ "

#حبر_سنيدي
24 July 2021