مقالات وكتابات


الجمعة - 16 يوليه 2021 - الساعة 09:56 م

كُتب بواسطة : عارف السنيدي - ارشيف الكاتب




كأي إنسان طبيعي يحتاج خلال حياته إلى بعض الفحوصات الطبية التي تحدد جلياً ما إذا كان يعاني من بعض المشاكل الصحية العضوية في جسده أم لا ولأني إنسان كسائر البشر أجريت بعض الفحوصات لبعض أعضائي ولكن ما يدور بيني وبين الأطباء بعد الفحوصات ليس كالذي يدور بين أي إنسان آخر وطبيبه!!

فحين شعرت بوهن شديد في جسدي ذهبت الى طبيب الباطنية وشكيت له ما أعاني فطلب مني كإجراء طبي روتيني القيام بعمل تخطيط للقلب وهو ما فعلته لدى المختص بعمل التخطيط والذي كأن يبدو مندهشاً وعلى وجهه ألف علامة سؤال وتعجب وهو يسلمني نتيجة التخطيط ولكن لم أحب أن أخوض معه بالحديث مدخراً تساؤلاتي لطبيب الباطنية حين أعود إليه عله يفيدني بشكل أوسع والذي بدوره باشرني عند استلامه لورقة الفحص بالقول " كيف ذلك "

* مهلاً دكتور ، ما الذي يجري معكما لماذا أنتما في حالة من الغرابة والدهشة وكأن شيء غير معتاد يظهر على ورقات التخطيط!!

- ااااااا لربما هناك خلل في جهاز التخطيط ، هل يمكنك القيام بإعادة التخطيط في مكان آخر وإعادة النتيجة إليّ؟

* بالطبع بالإمكان ولكن أرجوك أخبرني ماذا يجري؟

- لا بأس سأخبرك ولكن حين تعود لي بالفحص الآخر!!

* حسناً ولكن...
يقاطع الطبيب

- ارجوك دعك من التساؤلات الان وأحضر لي فحص آخر!!

وبالفعل أحضرت له فحص آخر كما طلب!
ثم ناولته الفحص الجديد والحيرة والأشجان تقتل كياني

- أخبرني عزيزي بماذا تشعر وكيف تجد نفسك ؟!!!

* أخبرتك بما أشعر دكتور ولكن لماذا هذا السؤال مجدداً . أرجوك تحدث معي بصيغة مباشرة دون أن تبحث عن طرق ملتوية!!

- حسناً كما تريد . الرسم البياني الذي توضحه أوراق تخطيط قلبك تدفعني لسؤالك ما الذي يتواجد في قلبك ؟؟

* ما الذي وجدت يا دكتور ؟؟

- لقد وجدت رسم بياني ليس كأي تخطيط مر خلال مسيرتي المهنية ، لقد أظهر تخطيط قلبك رسم بياني يحقق حروف اسم أحدهم!!

قلت في نفسي تباً لتلك الأجهزة لقد أفشت أسرار قلبي!!
ولا شعورياً ( تنهيدة طويلة ) ثم سرحتُ عن اللقاء وذهبتُ بعيداً جداً عن جسدي لتجري روحي مقابلة أخرى في مكان آخر


وبعد دقائق من الصمت المريب قاطعني الطبيب

- ما بك ؟؟

* لا لا شيء دكتور ولكن أظن أن أجهزة تخطيط القلب لم تُصنّع بشكل صحيح وفيها عيوب مصنعية آمل أن تجدوا لها حل ، عموماً شكراً لك دكتور كما أني أشعر أني أصبحت بحال جيد فأذن لي بالإنصراف

- حسناً كما تريد في امان الله

* في أمان الله ( وفي داخلي عهد ألا اسمح لنفسي باستخدام هذا الجهاز اللعين مرة أخرى )


لله ما تكن الأنفس وما تخفي الصدور

#حبر_سنيدي
16 July 2021