مقالات وكتابات


الإثنين - 31 مايو 2021 - الساعة 05:25 م

كُتب بواسطة : ماهر البرشاء - ارشيف الكاتب


سنتحدث عن وطن كل يوم يفقد أحد أضلعه، سنتحدث عن من لم ير ابتسامة ترسم في ربوعه وعلى محيا ساكنيه،وسنتحدث عن من لم يستقر السلام والعيش بأمان على ترابه، سنتحدث عن من يتلقى كل يوم طعنة في ظهر بسبب أطفاله المستندين بأكتاف المحتلين والمحتالين.

كل هذه الكلمات التي تحدثت بها نراها ويراه العالم أجمع بأنها مرسومة بنار وليس بنور على جبين وطني.

كل تلك العبارات والشعارات التي تُقال عن وطني بأن من السهل العبث فيه أصبح تحقيقه ليس صعباً بأيادي أبناءه.. وهكذا نحن من نورد الأبل ونطعن في ظهر وطننا، هكذا نحن من نرسم الألم والحزن على وطننا، وعلى كل من تربى عليه ببراءة وشهامة وليس له علاقة بكل ما يحصل!

في وطني يقتل الأخ أخاه، ويقتل الإبن أباه ويقتل الجار جاره في وطني كل قبيلة أو كل مكون أو كل محافظة تنتمي إلى حزب أو دولة خارجية أو كيان ليس منه فائدة سوى التدمير وسيدفع الكثير لمن يقتل أخاه بدم بارد.

في وطني البعض يدعي القضية والبعض يدعي الوطنية أما النصف الثالث فتأكله الكلاب أن لم يكن قوياً بسند ظهره لأي حزب ذات قوة. ربما أن واقع وطني أصبح سيء للغاية، ففي ظهره كثرت الطعنات بسكاكين حادة تُغرز كل يوم، ولن يستطيع الإنتشال منها ومن مستنقع الركام والدمار إلا بسواعد من أغرقوه لن يصحو من مستنقع الدماء الدامي إلا بتكاتف شبابه، لن ترسم الابتسامة مرةً أخرى ويختفي الظلام الإ إذا تنازل بعضنا البعض عن غايته في سبيل إعادة حياة كريمة مستقرة إلى وطننا.

فإذا أردنا بناء وطننا المجروح من جديد، علينا النظر إلى قضايانا وأن نتحلى بالإخاء فكلنا في النهاية نستظل تحت ظل هذا الوطن الذي أرهقته الحروب والنزاعات، فما من حرب تتوقف على ترابه حتى نتفاجأ بالأخرى، والجراح لم تندمل بعد، فهل نتكاتف ونزج بمصالحنا في سلة المهملات فكلنا في النهاية أبناء وطن مجروح، ولن يرى النور إلا بتكاتفنا فمتى نعلم أن صراعنا ليس منه فائدة سوى إطالة أمد الحرب والإستنزاف العبثي.