مقالات وكتابات


السبت - 08 مايو 2021 - الساعة 09:13 م

كُتب بواسطة : فادي باعوم - ارشيف الكاتب


في ابريل من العام 2009 تم التنسيق لحضوري لقاءاً موسعاً لفرع جمعية الشباب والعاطلين عن العمل في الجنوب، والمنعقد في مدينة الشحر، كنت حينذاك رئيس الجمعية في الجنوب، انطلقت من المكلا برفقة المناضلين حسين الزوبري، وضياء المحورق،وعلي بامسق ومراد المفلحي ,
وصلنا عصراً، وكان في استقبالنا المناضل عمر العود رئيس فرع الجمعية في حضرموت،
وشخص معه يدعى معمر (اتحفظ عن ذكر اسم عائلته حتى لا يطالها العار بما ارتكبه هذا الإمعة والذي سنوضحه لاحقاً).
بعد اللقاء بالشباب، والذي كان مفعماً بالحماس الثوري، قفلنا عائدين الى المكلا، كانت الساعة حوالي الثامنة مساء، والمسافة بين الشحر والمكلا تبلغ حوالي 65 كيلو متر، عند اقترابنا من مدينة شحير والتي هي بالقرب من مطار الريان الدولي، أُجبرنا على الخروج من الطريق العام الى طريق ترابية حتى نتجاوز جسر شحير والذي تهدم بفعل سيول الامطار، وعند اقتربنا من العمدان الشاهقة للجسر لمحنا عدة اشخاص ملثمين وأربعة اطقم باغتونا فجأة بقطع الطريق، احاطو بنا من كل جانب شاهرين أسلحتهم على سيارتنا فلم نستطع الفرار، لقد كان كميناً محكماً. اخرجونا بالقوة من سيارتنا وقامو بتقييد ايادينا وتكميم عيوننا ثم صفونا واجلسونا على ركبنا، وسمعنا صوت شحن أسلحتهم الألية وشعرنا بأنها مصوبه نحو رؤسنا، عندها فقط اعتقدت بانهم سوف يقتلوننا، لكن الغريب في الامر أنه عندما شعرت بأنني مقبل على الموت بدأ شريط حياتي يمر من امامي بسرعة مخيفة ثم تملكني هدوء واطمئنان غريب، وكأن روحي خرجت من جسدي، لم اكن اسمع شيئا عدا السكون.. واطمئنان لم أشعر به من قبل..وفجأة عادت لي كل حواسي وذلك عندما جذبني احد الجنود من قميصي وفهمت انه كان اعدام وهمي ليرعبوننا ولم ننتظر طويلا حتى تم سحبي و بقية الرفاق الى الطقم العسكري ونحن مغمضي الأعين.
مشى الطقم حوالي الربع ساعة حتى وصلنا الى طريق ترابية فهمت منها اننا اتجهنا الى معقتل البقرين للامن السياسي بالمكلا، وقد كنت نزيل فيه عام 95 إثر تظاهرة شاركت فيها وها انا اعود اليه مرة أخرى بعد 13 عاما، وعلى قول الحضارم يالله بعودة.
تم ادخالنا نحن الأربعة الى زنزانة في الطابق العلوي وجلسنا في هذا السجن حوالي الأربعة أيام بدون أي تحقيق وفي اليوم الخامس تم نقلنا الى سجن البحث الجنائي بالمكلا
وبعد ان قضينا حوالي أسبوعا تم عرضنا على النيابة العامة والتي بدورها أفرجت عنا بضمانه حضورية.
بعدما خرجنا وصلت لنا معلومات أكيدة بأن من أبلغ عن خط سيرنا واوقعنا في هذا الكمين هو الخائن معمر، فقد كان مخبرا مع الامن !
وبعد يومين من الافراج عنا تم استدعائي للنيابة العامة، وكان رئيس نيابة حضرموت شخص من ال أبو حاتم، من صنعاء، وبجرة قلم من أبو حاتم تم تحويلي الى السجن المركزي بالمكلا وبدون أي مقدمات فلقد أتت الأوامر من صنعاء لإعادتي للسجن !
وتم ترحيلي الى السجن المركزي بالمكلا، والذي قضيت فيه حوالي 4 ايام. حضيت فيه بأستقبال كبير من المساجين، حتى اولئك الذين عليهم قضايا جنائية، باستثناء السجانين كانوا من الشمال، كغيرهم من افراد الشرطة والمرور والجيش ومدراء العموم وعلى رأسهم المحافظ فكل هؤلاء يأتون من الشمال!

بعد أربعة أيام قضيتها في السجن المركزي بالمكلا فوجئت في ظهر احد الليالي، واظن تاريخ 14 ابريل، بأن دخل بعض الجنود زنزانتي قائللين: "هيا اجمع اغراضك.. افراج"، لكنني فهمت انني سوف انقل الى سجن اخر، واخذوني من السجن المركزي المكلا على متن طقم عسكري واتجهو بي نحو طريق مطار الريان الدولي. هناك عرفت بانهم سوف ينقلوني إلى صنعاء كما نقلو والدي قبل سنة، وكأنهم يقولون: "انتم اسرى لدينا". فحرب 94لا زالت قائمة، وتذكرنا بالحروب التاريخية السبيئة مع دولة حضرموت، حينها كانو يأخذون الاسرى الى عواصمهم وهكذا اعتبرتها.
عند وصولي مطار الريان كان هناك ضباط شماليين وضباط حضارم، احد الضباط الحضارم وهو صالح المعاري اقترب مني وقال: "سوف نبلغ اهلك وجماعتك انهم رحلوك الى صنعاء.. شد حيلك". قام ضابط شمالي بوضع القيد في يدي وفي يده وصعد بي على متن طائرة السعيدة متجهين الى صنعاء.
في الطائرة كان الركاب مذهولين من وجودي مقيداً بينهم، لكن المضيفة، وهي امرأة عدنية، تعاطفت معي جدا، وظلت طوال الرحلة تواسيني بالمأكولات والمشروبات، وتوصي الضابط بأن يتوسط لأطلاق سراحي. فقلت لها: "انا مطلوب من أعلى سلطة، ولا احد يستطيع التوسط". سألتني: "ماذا عملت؟"، أجبتها بأني ادافع عن حقي وحقها الجنوبي المغتصب. قالت: "اذن انت من الحراك الجنوبي الله ينصركم وقلوبنا معكم". تدخل الضابط وقال: "كلكم انفصاليين". شكرت موقفها النبيل واخبرتها بأننا سننتصر.
وصلنا صنعاء فوجدت في انتظاري ضابط الامن القومي واخذني الى مكتب الامن في المطار ثم سلمني لـ 6 اطقم عسكرية بالتمام والكمال، اخذوني على متن احداها وانطلقنا وانا مغمض العينين حتى وصلنا مبني عرفت انه مبنى الأمن السياسي في حدة، والذي كان يرأسه حينها غالب القمش.
وهناك استقبلني شخص عرف نفسه بانه صالح الجبري، مدير سجن الأمن السياسي، وقال لي باللهجة الصنعانية: "هيا ما جابك هانا، كان ابوك هنا قبل سنة وباين انت مُعكّم سع ابوك، لكن الصدق سمخ ونحترمه"، أي عنيد لكن شجاع. قلت له: "ما بالسجن احترام لكن خيرة الله".
وهنا بدأ يشرح لي إجراءات السجن وأولها سحب ملابسك منك وإعطائك ثوب، الذي يسمى في صنعاء "زنة"، قلت في نفسي "من أولها زنة.. الله يستر". بعد ارتداء الزنة تم تكميم عينّي، أخذني الجبري من يدي وانا كالأعمى اتبعه حتى شعرت بأننا ننزل درج ونغوص للاسفل، استمر نزولنا وفهمت اننا اصبحنا تحت الأرض، سمعت صرير باب كبير يُفتح فدخلته، وهنا تم رفع الكمامة من عيني ووجدت نفسي أمام رواق طويل فيه حوالي عشرين زنزانة منفردة، اخذني إلى احداها قائلا: "هذه كانت زنزانة ابوك.. هيا ارحب". ثم رمى لي بقصعة لقضاء الحاجة وقارورة ماء صغيرة واغلق الباب.
عندها بدأت اتفحص الزنزانة فهي بدون أي تهوية عدا فتحة في الباب، يعلوها مصباح أصفر قوي لا يُطفئ ابداً، فلا تفرق بين ليل من نهار، وفراش مهلهل منتهي الصلاحية.
كان شعوري في تلك اللحظة وكأنني دفنت حياً، فالزنزانة كالقبر، وانتابتني حالة من الهم والقهر، ولم أتوقع ان اصمد في هذا المكان، لكن للنفس البشرية قدرة على التحمل لا يدركها الانسان إلا في مثل خوضه هذه المحن.
كان نظام السجن الانفرادي كالنحو التالي: لا اتصال مع الاهل، لا زيارات، لا ترى الشمس إلا مرة في الأسبوع، ممنوع دخول الحمام إلا في أوقات معينة وعلى مزاج السجان، الطعام عبارة عن كدم وفول صباحاً، وبطاطس ورز في الغداء، والعشاء كدم وفول.
لم يكن مسوح بالجرائد والتلفزيون بتاتا في الانفرادي، كان لدي فقط القران الكريم، ختمته أكثر من مئتي مرة.
وفي اليوم الخامس من وجودي بالانفرادي تحت الأرض، فؤجت بشاب يكلمني من فتحة باب الزنزانة وعرفني على نفسه بأنه جاري، وان اسمه محمد الحوثي، الذي هو الان في رئاسة المجلس الثوري لانصار الله في صنعاء.
لم يقصر محمد معي، فقد كان يرسل لي بعض الأطعمة والكتب، منها كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين. كانت الأحلام نزهتنا الوحيدة.
في اليوم السادس زارني أحد الضباط، واسمه قاسم الردفاني، من أبناء ردفان، وللأمانه قام بعمل بطولي معي، كان يهرب لي السجائر والجرائد، كصحيفة الأيام، وينقل لي أخبار وأنشطة الحراك وقوته المتصاعدة، وعن اخوتنا الضاغطين بقوة ليتم اطلاق سراحنا.
أخبرني أن الوالد تم تسميمه في مستشفى حضرموت، ونقلوه إلى الصين بين الحياة والموت، وان اخي الفقيد النبيل فواز معتقل في حضرموت، وبقية اخوتي مشردين. اخبرني أيضاً بان هناك مجموعة من القيادات الجنوبية تم اعتقالها في السعودية وتسليمها لصالح، وهم الان في الطابق الأعلى للسجن، على رأسهم المناضل على شائف الحريري. كان الردفاني هو حلقة الوصل الوحيدة لي بالعالم، فقد كنت في غياهب الجب.
في اليوم السابع بدأت التحقيقات معي، كانو ياخذوني في أوقات مختلفة، الفجر، المساء، يتناوبون على التحقيق معي، لم يتم تعذيبي جسدياً ولكن التعذيب النفسي كان أشد وانكى.
استمر الحال حوالي الشهرين وانا في الحبس الانفرادي تحت الأرض، بعدها جاءني صالح الجبري مدير السجن، قائلا: "هيا قم بانطلعك فوق". قلت في نفسي: "يعني عادها بالطويله ".
تم اخذي الى الطابق العلوي، الى عنبر كبير فيه 30 معتقل، نصفهم حوثيين والنصف الاخر قاعدة وانا الحراكي الوحيد بينهم، وهذه كانت حبسة أخرى.
بدأت افكر كيف اتفاهم مع الطرفين، وجدت ان اغلب عناصر القاعدة من الحضارم وكانو لطفاء معي، ووجدت الحوثيين اكثر تفهماً لكوني حراكي طبعا تفهمهم هذا كان قبل أخذهم لصنعاء !. الجميع رحب بي وكأني واحداً منهم، وافردو لي مكاناً بينهم، واعطوني طعاماً يأتيهم من الزيارات، والذي حُرمت منه اشهر.
تعرفت على جماعة القاعدة، وكانو لطفاء معي، اتذكر أنشودة دائماً يرددونها، يقول مطلعها: "بانحرر حضرموت واليمن والحجازِ"
قسمت نفسي بين الجماعتين، الأكل مع الحوثيين والصلاة مع القاعدة، وسبرت الأمور ما عدا بعض المنغصات، التي تحصل بين الفينة والأخرى، بسبب اشتداد النقاش، فأنا بطبعي واضح في أرائي والتي لا تعجب الطرفين.
وجدت من عناصر القاعدة، جمال البدوي، وهو من أبناء مكيراس، متهم بتفجير "كول"، وأيضا رفيقه البناء، حكو لي عن قصة هروبهم الشهيرة من سجن الأمن السياسي بصنعاء وكيف عادو اليه.
حكى لي أيضا البدوي عن علاقتهم بالسلطات اليمنية ولقاءاتهم المتعددة. حيث أجتمعو مع قيادات القاعدة في عدن أواخر 2008 وطلب منهم المساعدة في تصفية قادة الحراك وعلى رأسهم الوالد حسن باعوم!
بالمجمل العام كان الاعتقال في العنابر افضل بكثير من الحبس الانفرادي فلقد سمحو لنا بأتصال واحد كل شهر للعائلة، وكانت والدتي امنه باعوم حفظها الله هي من ترد على مكالماتي، كانت في كل اتصال تقول: "اصمد كن رجل، فصالح لم يستطع إخضاع والدك ويريد الان إخضاعه بك، كل الجنوب معكم لا تخافوا". كانت كلماتها ترفع معنوياتي للسماء، فقد كان أكثر ما يشغلني هو حزن الأسرة وخوفها، ولكنني في كل اتصال اجد معنويات مرتفعة وشموخ وكان هذا يواسيني كثيراً في محنتي. بشروني أيضاً بمولود ذكر، أتاني بعد ثلاث بنات، أسموه حسن تيمنا بوالدي، أسعدتني البشرى ودعوت على إثرها المساجين لعزومة وزعنا فيها الأندومي والتونة، فهذا أقصى ما نستطيع الحصول عليه.
لم نكن نخرج للشمس إلا مرة في الأسبوع في ساحة السجن وكنا نسميها "الشماسية"، وفي الشماسية كنا نسترق الاخبار، لان هناك تكتم شديد وحرص على إلا تصلنا أي أخبار، وهناك عرفت بأن لنا اخوة تم حبسهم كالمناضلين قاسم عسكر، فؤاد راشد، وصلاح السقلدي، واحمد الربيزي، واحمد القنع، وعلى شايف الحريري، والربيعي، واخرون. كانو في السجن مصرين على تقسيم جماعة الحراك، كل واحد منا في عنبر.
في إحدى صباحات الشماسي فؤجئت بعلي الحريري، يطل علينا من أعلى المبنى ويسلم علينا، سألته: "كيف طلعت؟"، فقال انه تسلق على ظهر احمد القنع ليراني، ونقل لي تحيته.
مرت الأيام ونحن من تحقيق إلى تحقيق، وكان هناك ضابط ذو رتبة عليا اسمه النميلي، من أقذر ما خلق الله، حقود لجوج حقير، كان يسبب لنا الازعاج باستمرار.
بعد أيام جاءو لنا بأولاد الشهيد محمد طماح الثلاثة، اقتادوهم من مطار صنعاء فقد كانوا مسافرين إلى أمريكا، لكن الحال استقر بهم في الأمن السياسي. أيضا وجدت العميد قاسم الداعري حيث تعرض للتعذيب قبل نقله الى عدن. كذلك وجدت العميد علي السعدي، مكث فترة ثم نقل الى عدن.
في الأشهر الأخيرة بدأت محاكمتنا انا وقاسم عسكر، الذين بقينا في الأمن السياسي، اما الاخرون فتم ترحيلهم الى السجن المركزي بصنعاء، وللأسف الشديد فإن المسؤولين الجنوبيين الذي يتشدقون الان باسم الجنوب لم يكلف احد منهم حتى مجرد السؤال عنا، او متابعة قضيتنا، بل على العكس، فلقد اخبرني المناضل محمد دنبع النخعي، والذي كان معتقلاً في السجن المركزي بصنعاء، أن هناك مسؤولين جنوبيين كانو يأتون لهم ويحاولون إقناعهم بالعدول عن الحراك الجنوبي، ويتهمونهم بالجنون لتحديهم صالح !
كنا نذهب للمحاكمة اسبوعياً، وكان هناك قاضي جنوبي للأسف وهو من يقاضيني واسمه محسن علوان، غير جدير بلقب قاضي، فكل الاتهامات كانت باطلة لكن ما هو إلا جندي ينفذ ما يُملى عليه.
استمر ذهابنا وإيابنا من وإلى هذا القاضي، فهمت انه فقط ينتظر أوامر العقوبة لتأتي، وبالفعل في الجلسة النهائية للنطق بالحكم، وكان ممن حضر محاكمتي، الدكتور ياسين سعيد نعمان، واحمد الزوقري، ومراد الحالمي، والاستاذة رشا العريقي والصحافية سامية الأغبري. نطق القاضي بالحكم وكان خمس سنوات مع النفاذ وبدون أي أدلة تدينني!! صرخت مباشرة بأعلى صوتي في المحكمة بأن "هذا الحكم وسام على صدري". عدت الى زنزانتي وانا افكر في الخمس سنوات كيف ستمر علينا ونحن ضيوف النميلي والقمش.
بعد شهرين أتى أمر بالافراج عنا أنا وقاسم عسكر، وسقط اسم احمد القنع سهواً، حتى انه لم تتم محاكمته !
ورفضنا التوقيع على أي تعهد عند خروجنا، كان ذلك بعد ان قضيت سنة وثلاثة اشهر بالتمام والكمال في سجن الأمن السياسي اللعين. وكان في انتظارنا الفقيد النبيل الشهم صالح شيخ، رحمه الله، وهو من أبناء مكيراس الأبية.
خارج السجن رأيت كل شيء فية بريق، حتى الاسفلت رأيته يبرق، وكانني عدت الى الحياة بعد الموت، بل أن عند وصولنا بيت احد الإخوة في صنعاء، ورأيت التلفزيون تأملته كأنني اشاهده لأول مرة في حياتي. بالفعل عدنا للحياة.
في اليوم التالي كنا في ضيافة الدكتور محمد حيدرة مسدوس، الذي قام بواجب الضيافة وجمع لفيف من الاخوة الجنوبيين في صنعاء للسلام علينا.
في اليوم الثالث عدنا الى إرضنا، وحضينا باستقبال منقطع النظير، من أول نقطة جنوبية في سناح بالضالع مروراً بردفان ولحج وعدن وأبين وشبوة إلى أن وصلنا المكلا. كان استقبالاً رائعاً يجسد اللحمة الجنوبية، أنسانا تماماً غربة السجن، ومدنا بالكبرياء من خلال الشعور بالانتماء لشعب عظيم يستحق التضحية ويستحق الأفضل من قادته ....

فادي حسن باعوم
رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي
8مايو2021