مقالات وكتابات


الإثنين - 12 أبريل 2021 - الساعة 03:31 م

كُتب بواسطة : محمد الثريا - ارشيف الكاتب



لاينبغي ان يقرأ حديث الناشط الحوثي حسين الاملحي المحسوب على مكتب عبدالملك الحوثي والانتقادات اللاذعة التي وجهها مؤخرا للقيادي المعروف محمد البخيتي وإتهامه بالخضوع والتبعية الكاملة للايراني حسن ايرلو بدلا من قائد الجماعة الحوثية بمعزلا عن مشهد الخلافات السياسية والصراع الداخلي الذي تعيشه الجماعة عامة، وهنا سنؤكد على الحقيقة هذه :
( دائرة النفوذ تضيق لدى عبدالملك الحوثي، وتزايد الضغوط التي تمارسها طهران على الحوثيين يهدد بحدوث إنقسامات مؤثرة على مستوى القيادات العليا للجماعة ) .

ليست المرة الاولى التي يظهر فيها خلاف سياسي للعلن بين قيادات حوثية، وإذا ما أردنا معرفة رأس الجليد للخلافات التي بدأت تدب مؤخرا في جسد الجماعة الحوثية فعلينا ان نقرأ جيدا الرسالة والمفارقة التي قدمتها كلا من تغريدة ايرلو وتصريحات محمد علي الحوثي تعليقا على مبادرة السلام السعودية، فالاولى ترفض رفضا قاطعا مبادرة الرياض بينما يأتي حديث محمد الحوثي بمثابة (موافقة مشروطة) ورغبة خجولة للدخول في مفاوضات حل سياسي .

اي ان ثمة نية هنا لدى الحوثيين للتقارب والنقاش مع الطرف الاخر، وهو ما ترفضه طهران، طهران التي تجتهد عبر ضابطها ايرلو في توظيف قرار الجماعة لمصلحة الاجندات الايرانية ومقايضة دور الحوثيين ضمن اوراق اخرى في صراعها مع واشنطن بالمنطقة.

يخشى عبدالملك الحوثي من سحب بساط النفوذ والهيمنة التي يتمتع بها شمالا من تحت قدميه، وتحول بعض اتباعه المقربين الى قيادات منافسة يتم استخدامها لابتزازه وربما التهديد بازاحتها حال فكر يوما برفض اي طلب لحكام طهران او حتى تلكئ عنه، لذا يلجئ الى توجيه رسالة تحذير غير مباشرة عبر نشطاء مقربين كلما شعر بتلك الرهبة .

غالبا ما تتسبب جهود السلام ومساع الحل السياسي التي يقوم بها المجتمع الدولي بحدوث نوع من الحرج والتشويش في صفوف الحوثيين، إذ سرعان ما يتحول الامر الى مادة مثارة بين القبول والرفض للمساع الدولية، لكنه في نفس الوقت يكشف عن حجم المعاناة والتعقيد في قرار الجماعة المتخذ تجاه المعطيات الماثلة امامها .