مقالات وكتابات


الجمعة - 09 أبريل 2021 - الساعة 11:41 م

كُتب بواسطة : عمر محمد السليماني - ارشيف الكاتب



الوعي باختصار هو معرفة ما يحيط بالإنسان من أشياء وأفكار والقدرة على التعلم والتمييز، وعكسه الجهل. يتم تشكيله "صناعة" الوعي عبر وسائل متعددة تتغيير هذة الوسائل عبر الأزمنة المختلفة.

صناعة الوعي ما يعرف لدى بعض الأنظمة بالتربية الوطنية أو التوجيه المعنوي هو جزء هام من "صناعة" الوعي الجمعي للشعوب، غالباً لخدمة الأنظمة.
ما يميز عصرنا هو تطور وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير حتى أصبحت المسيطرة الأولى على "صناعة الوعي". هنا تكمن الخطورة.

ذكر المفكر السعودي ابراهيم البليهي: "ان المعلومة السابقة، اي الأولى، تحتل العقل" إستخدم كلمة "تحتل" سواء كانت هذة المعلومة السابقة للعقل صحيحة وحقيقية ام كذب وخداع. هنا يأتي دور "الوعي" القدرة على التمييز بين الصدق والكذب. بين المعلومة الصحيحة والمغلوطة للحماية من "الاستعباد" الثقافي.

مقالات سابقة تحدثت عن نوع جديد من الإحتلال تمارسه القوى العظمى للسيطرة على البلدان وثرواتها من خلال ما عرف بالإحتلال الناعم أو الجيل الرابع...الخ. بالسيطرة على ثقافة الشعوب "صناعة الوعي" أو كما وصفه المفكر البليهي احتلال العقل.

تختلف قدرات الشعوب في المقاومة للاحتلال الفكري الجديد. لم تعد مقاومة مسلحة بالبنادق والمدافع بل بالمعرفة والقدرة على التمييز. أجمل وصف لجهل الشعوب وعدم قدرتها على مقاومة احتلال العقل هو ما ذكره المفكر العالمي البارز الفين توفلر عن جهالة القرن الواحد والعشرين: " لن يكون الشخص الذي لا يجيد القراءة والكتابة، بل الذي لا يستطيع التعلم والتمييز لنبذ المعلومات المغلوطة، والتعلم من جديد".

ما يحدث في اليمن هو "إحتلال" العقول. قد يبدو واضحاً في شمال اليمن "الحوثي" لارتباطه بايدلوجية مذهبية. لكنه في أماكن أخرى مرتبط بايدلوجية استعمارية راسمالية. كلها تسعى لاحتلال العقل واستعماره بثقافة دينية أو سياسية تخدم مصالح المستعمرين الجدد.

قيادات يمنية من الصف الأول تردد شعارات سياسية تخدم مصالح المستعمر الجديد "الكفيل"، من الصرخة هناك والتطبيع هنا...الخ. قيادات "مستعبدة" بالتبعية السياسية لايمكن أن تحرر وطن.
هل نجح المستعمر الجديد في إحتلال العقل قبل الوطن؟
حرر عقلك..

عمر محمد السليماني