مقالات وكتابات


الأحد - 04 أبريل 2021 - الساعة 02:50 م

كُتب بواسطة : خالد هيثم - ارشيف الكاتب



تتعايش الأوطان في كل بقاع الدنيا ، وتضع لمحتواها الحقيقي " الإنسان" كل الاعتبارات وتمنحه ما يستحق , الا هنا حيث نقطن وحيث هويتنا ، فلا حياة لمن تنادي .. أرض يسكنها البسطاء ويحكمها الهوامير واللصوص, في تجليات الأحداث التي مرت بها البلاد ، ظل المواطن المغلوب على امره ينتظر فسحة امل يبعثها أصحاب القرا في السلطة ، القابعون في الرياض وفي منطقة معاشيق ، لتغيير واقعهم المر الذي وصل الى مستوى " مميت وقاتل" في
قدرة مواجهة أعباء الحياة ، الا انهم صدموا في سكة استمرارية مع عجز واضح وصريح للحكومة والرئاسة ، في وضع اي منسوب لثقافة المسؤولية التي تجدي الاقتران بالوضع الاستثنائي في البلاد.

بحسبة صغيرة جدا .. أصبح راتب الموظف اليوم يساوي قيمة" 80 لتر من البنزين" بمعنى أربع دبات , بل أن البعض يصل الى أقل من ذلك .. فكيف بالله نتحدث عن دولة وسلطة وحكومة وتفاهات فرضت علينا لتنال هيا كل ما تريد ، ويسحق المواطن حتى تخلى عنه الوطن بشواهد ما يمر به.

مصيبتنا ان من منحتهم الظروف مواقع السلطة ، ليس لديهم ضمير ، ولا يمتلكون اي مستوى انساني .. لان عناصر المعادلة فيما يمر به الشعب وصمت هذه الحثالات .. يعبر عن نفسه ويكشف قبح الشخصيات التي يمتلكها هؤلاء ..
فهل يعقل ان لا يدرك عبدربه منصور هادي ومن معه ، ما يحصل في البلاد وكيف يعاني الناس وإلى أين وصل حالهم .. بدون اي شك يدركون لكنهم عاجزون قابعون في مستنقع اللامبالاة ، لأنهم في حقيقة الأمر شخصيات كرتونية جاءت
بفعل ظرف محدد وضعهم حيث لا يستحقون.

في المعنى الحقيقي للصوصية المسؤول ، تحدث عن حكومتنا بكل شفافية وقبلهم عن السلطة العليا في البلاد , هؤلاء الذين يعجزون عن سد رمق الناس ويزيدون معاناتهم مع الكهرباء والماء والاسعار ، لا يمكن القبول بهم الا اذا وصفوا باللصوصية ، التي لا تعتمد ضمير الإنسان ، حينما يولى عن الناس وشؤونهم.

لهذا سيظل المواطن البسيط وراتبه الذي لا يتجاوز الخمسون ألف ، رهين أوضاع قاسية ومدمرة ، لا ترحم ، فهذه الثلة التي تحكم ، مغيبة عن تفاصيل حياة الناس ، ولا تهتم ولا تمتلك قدرة تغيير وقاع ذلك الشائب الذي ينتظر على أبواب البريد لينال راتبه الزهيد ، أو تلك المرأة التي افترشت
الشوارع لطلب الصدقة ، أو ذلك الطفل الذي يذهب إلى المدرسة بملابس ممزقة حافي القدمين ، او ذلك المريض الذي يعجز عن شراء الادوية فيبقى بين جدران بيته منتظرا الأجل ، أو ذلك المسن الذي قتله الحر فخرج الى الرعاء يفترش الارض على قطعة من كرتون.

هذه الدولة باختصار دولة عصابات لا تلبي الحاجة ولعل وضعنا اليوم خير شاهد ودليل ، هم لصوص يلبسون الجاكيت والكرفتة ولديهم قدرة التعبير في تصريحات زائفة لا علاقة
لها بحقيقة الناس .. قبحهم الله.