مقالات وكتابات


الجمعة - 02 أبريل 2021 - الساعة 06:45 م

كُتب بواسطة : عمار بن ناشر العريقي - ارشيف الكاتب


رأت ابنتي في منامها قبل نحو أسبوع أني وناساً نبكي بحرارة موت رسول الله او صحابي جليل، فخطر في بالي تأويلها بموت أحد كبار الدعاة المعروفين - حفظه الله و عافاه - واخبرت بذلك قبل يومين فضيلة الشيخين/ احمد المعلم وجمال السقاف - حفظهما الله - ، ولم يخطر ببالي إلاّ الآن تنزيلها على أخي وحبيبي الشيخ/ خالد النجار والذي باغته الموت با لاشتباه في الكورونا في منطقته بدار سعد،عدن، رحمه الله.

*والشيخ- والله بحق - من اشبه الدعاة تجسيدا لما عليه الرسول وأصحابه الكرام من التحلي بحسن الصلة بالله ومعرفته وطاعته والغيرة على دينه والدعوة إلى سبيله والتحلي بأخلاق الإسلام من لزوم الصدق والإخلاص والسنة ومحبة العلم وأهله والتواضع والزهد والورع وبذل اليد والخدمة وطيبة القلب..
هذه الصفات التي لمسها الناس - قولا وفعلا - وهو يقوم بمهام العمل الدعوي و الخيري والتصدي لحل المشكلات والصلح في الخصومات ، وحيث قام على أكمل وجه يمكنه من أداء أمانة ماتولاه من إدارة الأعمال الخيرية والمدارس الأهلية ؛ لما أضيف إلى أخلاقه السابقة من الجمع بين أخلاق الحزم والرحمة والاعتدال والانضباط والحكمة؛ ولذا فقد حظي بما يندر أن يحظى به كثيرون من محبة العوام والقبول العام والتأثير والاحترام.

* وحين اضطر الشيخ للهجرة فقد أكرمه الله بمجاورة بيته الحرام بمكة وتنقل - رغم انتمائه للسلفية - مع جماعة التبليغ فجمع بين العلم والعبادة والدعوة.

* ولو جاز تنزيل ماقيل من عبارات الثناء على فضلاء السلف في أحد اليومَ لكان هو أولى بها من نحو قولهم عن بعضهم: (رجل بألف) و(لم تر عيناي مثله)و (لو رآه رسول الله لأحبه) و(اجتمعت فيه خصالُ الخير كلُها، ومافاقه الصحابة إلا برؤيتهم للنبي والجهاد معه) ؛ لاعجب حين ترى الرجل يعيش مدارج السالكين ومنازل السائرين من الإحسان والمراقبة والمحاسبة، ورضا الله والدار الآخرة نصب عينيه فعمل لآخرته كأنه يموت غدا فعاش وليا صالحا عفيفا زاهدا مسكينا، ومات باذلا مصلحا عزيزا عظيما.

* و أخيرا.. فمهما قيل فيك ياشيخ الدعوة والخير والعطاء من عبارات الثناء والدعاء، فإن الكلمات تعجز عن الوفاء بما نستحقه من العزاء في بيان شمائلك وفضائلك وخصال جمالك وجلالك وكمالك والله حسيبك فأحسن الله لك الجزاء.
خصالك فوق وصف الواصفينا
وشكرك واجب دَيناً ودِينا
ملأتَ جوانبَ الدّنيا وقاراً
وكنت تلازم الحقّ المبينا
نزلت بمنزل الأرواح منّا
وحلّ الرّفقُ يوم حللت فينا
وكنت على الزّمان لنا مُعيناً
وكان نداك للعاني مَعينا.

* فرحمة الله وعفوه ومغفرته أبا محمد تغشاك وجعل الفردوس مأواك.. أكرمك الرحمن برؤيته ونعيمه ورضوانه وأسكنك عالي جنانه.
وأنزلك في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وفي المهديين ، وأخلفك في اهلك وأحبابك بخير في الغابرين..
وصدق الله :
( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
والحمدلله رب العالمين.
عمار بن ناشر العريقي
الخميس19شعبان 1442
1/4/2021