مقالات وكتابات


الثلاثاء - 09 مارس 2021 - الساعة 02:11 ص

كُتب بواسطة : د. عمر السقاف - ارشيف الكاتب


الكل يسمع ويرى ويتابع مايحدث من تفاعلات شعبية جرَّاء مابلغه حال الشعب بسبب قصور وفشل وفساد الحكومة ومختلف أجهزتها على مختلف المستويات والنواحي، وبدأ الحديث عن كون مايحدث يعد شرر سيتطور لثورة الجياع الشاملة.. وبدأت الحوارات والنقاشات الجادة حول الأسس والمنطلقات الصحيحة التي يجب أن تنطلق على أساسها هكذا ثورة أصبحت كل مسببات إنطلاقها مهيئة، وذلك كون الثورات العاطفية العفوية والعشوائية للشعوب، تصبح فريسة سهلة لنفس القوى الطاغية و الإنتهازية والفاسدة التي قامت ضدها وبهدف إجتثاثها وماحدث بنتيجة ثورة فبراير 2011م خير دليل وماحدث جنوباً بعد التحرير لدليلٌ آخر وهو ماتتجلى نتائجه فيما عشناه ووصلنا إليه كعامة الشعب أسهم غالبيتهم فيما حل بهم وأصابهم لإندفاعهم العاطفي دون إعمال العقل والحكمة والبصيرة ليتفاجئوا فيما بعد أن تلك القوى الإنتهازية المستهدفة وحدها من تاجرت بعواطفهم وجنت ثمن معاناتهم وتضحياتهم بينما هم أزداد حالهم سوءً، ولتحاشي تكرار نفس المأساة والخطايا الجسام.. فإننا ننشر هنا أهم ماتطرقنا إليه في حواراتنا الخاصة والعامة في بعض المنتديات الحوارية لإشراك أوسع شريحة من أبناء و قوى شعبنا الخيرة وذلك لبلورة وعي عام جديد يتسيده العقل والحكمة والعمل ألمدروس والمخطط له والذي ينطلق بقيادة معروفة ومقبولة ومشهود لها ببياض اليد و نزاهة وإستقلالية المواقف عن أي شائبة أو شبهة أو شراكة أو تعيش واستفادة على حساب معاناة الشعب وماحل به والمتاجرة بعواطفه..

نشارككم أدناه أحد تعليقاتنا حول ذلك بمنتدى التصالح والتسامح الجنوبي مع بعض التصحيح والتعديل في صياغة بعض العبارات لتتلائم مع الهدف المرجو كمنشور عام ونتمنى إثراء ذلك بآرائكم الجادة والمسؤولة التي نأمل الإستفادة منها لبلورة موقف موحد، وأوسع نطاقا يضمن شراكتكم كأوسع شريحة شعبية في قيادة إدارة أي فعل ثوري وأن لاتجدوا أنفسكم مسخرين مجدداً لمن سيركبوا الموجة ممن باتوا يملكون الأموال أو القوة أو الدعم والتبعية لهذه القوة أو تلك من القوى الخارجية :

أولاً : لا حديث عن ثورة جديدة إلا بحال فشل الثورات السابقة في تحقيق اهداف وآمال الشعب المرجوة منها... وهذا مايوشي به الواقع فعلاً..

ثانياً : لايمكن لعقلاء وحكماء اي شعب الإقدام العاطفي على أي ثورة جديدة مالم يكونوا قد قاموا بتقييم حقيقي ومحايد لمسار الثورة او الثورات السابقة والوقوف على الأسباب الحقيقية لفشلها، وصولاً لتحديد الشخوص القيادية او الأحزاب او المكونات الذين كانوا أحد أو أهم أسباب فشلها أما لأخطاء تكتيكية او لأنانية حزبية أو مكوناتية أو لمصالح ومكاسب ذاتية او لإختراقات خارجية أو من القوى المستهدفة الداخلية ... الخ
وعندها فقط يتم اتخاذ القرار بقيام أي ثورة جديدة بعد وضع الخطط اللازمة وفقاً وذلك التقييم وتلك الدراسة وذلك لتحاشي تكرار النكسات بتكرار نفس الأخطاء التي تسمح لنفس الأدوات بالنجاح بنفس الإختراقات وركب موجة الثورة الجديدة أيضاً...

ثالثاً: وقبل ذلك يتوجب الحذر والتحذير من امكانية استباق نفس تلك القوى الإنتهازية السابقة في المبادرة بركب الموجة العاطفية وخطف الراية من الجميع.. وذلك باستغلال مابات بأيديهم من أموال واستثمارات من جنى ركب الثورات السابقة وماباتوا يحضون به من تمويلات خارجية جرَّاء تطوعهم لتنفيذ ماتريده تلك القوى مما تصادم مع مصالح الشعب وافشل ثورته عن تحقيق اهدافها ..

رابعاً: وفقاً وماسلف نستخلص إن من يفترض أن يكونوا قادة ثورة الجياع الحقيقيين هم من الجياع انفسهم وبالتالي فهم لايملكون اي تمويلات لإدارة عجلة الثورة وتنظيمها. وتلك معضلة إن لم يتم التغلب عليها وسد ثغرتها.. فعندها لا مفر من وقوع الثورة الجديدة بنفس المصائد السابقة ويجد الشعب نفسه مجدداً بفم نفس الوحوش...
لأن حقارة العمل السياسي في اليمن وحقارة من تسيدوا مشهده بمختلف المراحل وملكوا إمبراطوريات مالية بفضله هو اعتمادهم مقاولين خصوصيين في مختلف المعتركات بما فيها في الأعمال الجماهيرية وهو ماكان سبباً فيما حدث ويحدث.. وماسيحدث حال فشل قطع الطريق أمام نجاحه مجدداً.
.
لهذا مالم نعي ماسلف ونتبع ماأشرنا إليه حياله بأمانة ونعطي الخبز لخبازة.. ، فلا نتفاجئ عندها بأولئك المقاولين المعتادين وهم يبعبعون ويرغون ويزبدون، ويجلبون حواليهم أهل الصرفات المعتادون ليصفقون ويهتفون، ولا يملك حينها الجياع الحقيقيون إلا أن يأمنون .. ولاسقاط الحكومة الفاسدة يهللون ..
ليتفاجئوا بعدها أن الذي صعدوا على ظهورهم هم من كانوا من أعتى المفسدون ومن كانوا قبلاً على حسابهم مستفيدون ..
وعندها سينادي المنادي اين الشابع سنزيدة وأين الجائع سنقطع إيده...

ولا غرابة عندها أن يندفع الجياع لثورة جديدة قد تكون جنونية ولكن لاتملك أدنى مقومات النجاح في تحقيق أهدافها العظمى حتى ولو أطاحت بطاغية فإنها قد أتت بأطغى منه..

وفي الأخير مهما بلغت التضحيات في الأعمال العشوائية فالنتيجة واحدة .. كما يقول المثل العامي:
تيتي تيتي. .مثل مارحتي جيتي.

هذا خلاصة حوارات رفيعة حدثت حول الثورة القادمة ومن ضمنه ردنا حول ماطلب منا بشأنها وقيادتها، لأننا نحترم أنفسنا وطهارة نضالاتنا ومن معنا بنفس الخندق من قوى وقيادات وطنية شريفة، ونحترم شعبنا وتضحياته الجسام ومعاناته ونتقي الله في التجارة به، ولم ولن نكون أدوات ودواب لنحني ظهورنا لأراذل القوم ليتسلقوا عليها في كل مرحلة...
ومن يحترم نفسه وشعبه مهما طال تعبه في الأخير سيحترمه عدوة قبل حبيبه..
وتحياتي للجميع.
اخوكم/
د. عمر السقاف