مقالات وكتابات


الإثنين - 22 فبراير 2021 - الساعة 10:03 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


تمثل معركة مأرب لمن يجهلها مفتاح الحلول الجذرية للازمة اليمنية ،ويتوقف عليها قابلية كافة الاطراف المتقاتلة للانخراط الموجه في مرثون الحوارات البينية المباشرة ،باعتبار المعركة اخر ورقة ترمي بها القوى الدولية الخفية التي تدير حرب اليمن من غرفها المغلقة وتمثل هاجسها الظلوم في شيلات الحرب التي تدور رحاها على اجساد وقلوب ابناء اليمن قبل ترابها الوطني وترمي وبصورة مفضوحة الى تعزيز موقف المليشيا الحوثية في المفاوضات المرتقبة والتي يجري الاعداد لها بصورة قد تكون مثيرة واكثر اثارة من صورة الحرب العبثية المشعتلة منذ ست سنوات و هي غير قابلة لتأطير في اي شكل من اشكال الحروب العسكرية المتعارف عليها وتظل خارجة عن سننها وقواعدها ومن السهولة بمكان تصنيفها ووصفها بحروب المليشيات المأجورة ،التي لا طائل منها الا خراب البلدان وضياع الاوطان وفقدان وجود الدولة فيها ،وهذا النوع من الحروب الموجهة تسقط حتمية المقولة بالداوفع الوطنية او العقدية فيها ولا علاقة لها بالشعارات التي تدار تحتها الا من باب التسويق للهلاك في اتون المعركة وخدمة الممولين لاطرافها باعتبارها صراع جوهري لمشاريعهم على الاراضي اليمنية وتجري تصفيتها بايادي ابنائها المستأجرين للقتال ،في ظل ضبابية المشاركة الوطنية وضعفها وحملها بالاكراه على عاتق قوى حزبية معينة ،واختفاء طيف غالبية القوى الوطنية الاخرى اوالنأي بنفسها عن دوامة الصراعات المحتدمة مما جعل الحرب تأخذ طابعها المليشياوي البعيد عن وقائع الحروب العسكرية ،التي تجري انساقها بين الجيوش كما لا يمكن صبغها بالحروب الاهلية لانها تتقاطع مع نوعيتها وطبيعة المتحاربين فيها والمنحصرة في مسميات مليشاوية وقوى معينة ومحددة ،وعلى الرغم من ذلك الالتباس المقصود في فهم الحرب اليمنية وجريرة اثمها على الاطراف المشاركة فيها ،يمكن احتساب معركة مأرب اخر الموجهات للمتحكمين ببورصة الحرب اليمنية التي تريدها محرقة كبرى لاقطابها المعروفة والذين بالتأكيد جرى اجبارهم على الدفع باكبر الاعداد من عناصرها لزج بهم الى اتونها المشتعلة على طريق استنزاف مخزونها البشري من المقاتلين وتقليم مخالبها،وضرب معنوياتها في مقتل ،واضعافها الى درجة يجعل وجودها كعدمه في مستقبل تسوية الازمة اليمنية .