مقالات وكتابات


الإثنين - 25 يناير 2021 - الساعة 07:19 م

كُتب بواسطة : الشيخ أحمد المريسي - ارشيف الكاتب



مافيش فائدة لم تعد الواقعية والمنطق أمر مقبول،كل فرد من أفراد المجتمع(مواطن،أو مسؤول) أصبح حاكم نفسه ولا عاد يسمع أو يمتثل لقانون أو شرع أوعرف أو حتى مجرد النصح إلا من رحم ربي، وهكذا هي الأحزاب والتنظيمات حكومة كانت أو معارضة هي التي أوصلت العباد والبلاد إلى مانحن نعيشه اليوم من فراغ وتغيب للدولة وتعليق القوانين والتشريعات وتغيبها لتستمر عملية الفساد ونهب موارد الدولة لحساب أشخاص وجماعات هي المستفيدة من إستمرار الحرب العبثية تحت مبررات واهية وياويل من تكلم بكلمة صدق أو حق، أصبح الحق والصدق والوسطية والاعتدال في الرأي والموقف تهمة تجردك من وطنيتك وهويتك وانتماءك وتصنفك تلك الجماعات المتطرفة والمزايدة التي توجد منها نسخ في الحكومة الشرعية ومعارضيها وهم جنوبين وكلا له مشروعه،وتخفي مصالحها الشخصية الزائفة خلف رداء القضية الجنوبية والوحدة اليمنية وتمارس التخوين والإقصاء والتهميش لكل الشخصيات الوطنية والمناضلة وكيل التهم لهم لمجرد الخلاف في وجهات النظر أو الرأي أو الإدارة في الملف السياسي للقضية الجنوبية وحتى وأن كان الهدف واحد وهو نيل أرض الجنوب العربي الحر الاستقلال الناجز بحدود ما قبل1990م.


ياويل من تكلم بكلمة سياسة قمعية فكرية وثقافة انعزالية وفردية لاتؤمن إلا بفكرة أنا ومن بعدي الطوفان ولا تعترف بالآخر ولاتؤمن بالشراكة وأن الوطن ملك كل أبناءه وبأن الخلاف سنة في أمم قد خلت من قبل،وأن الخلاف لايفسد للود قضية طالما وهو في خدمة الأمة والوطن،لااقصد هنا جماعة بعينها حزب أو كيان أو دولة بل اقصد من يحملون تلك العقول العقيمة والأفكار الخاوية والقلوب والنفسيات المريضة كائناً من كان لأن تلك الأفكار والعقول أصبحت هي العائق والمعرقل أمام تحقيق الهدف الذي ناضل وضحى من أجله كل الجنوبين الأحرار نساء وشباب ورجال وقدموا أموالهم وفلذات اكبادهم وأرواحهم الزكية فدى لأرض الجنوب العربي الحر.


الكل يعاني وأقصد هنا بالمعاناة التي يتجرعها ويعانيها المواطنين من أبناء الجنوب من حرمانهم لأبسط حقوقهم من أمن وأمان واستقرار وعيش كريم وليس الذين هم في الفنادق عائشين حياة التخمة والترف ويستثمرون اموالهم في البنوك العربية والأجنبية والتي هي أموال هذا الشعب الصابر المناضل،ومتى ماتحررنا وتجردنا من الفردية والتي ستوصلنا إلى طريق مسدود وعواقبه وخيمة وقد بدأت مؤشراتها تلوح بالأفق،فلا خيار أمامنا إلا وحدة الصف الجنوبي بكل أطيافه ومساقيه ومشاربه شرعية أو معارضة طالما والهدف وأحد وهو الإستقلال،والقبول بالآخر وأن الجنوب ملك كل أبناءه وأن التصالح والتسامح هو السبيل الامثل للوصول للغاية المنشودة وهي الاستقلال الناجز لدولة الجنوب العربي بحدوده ماقبل عام1990م.

#المريسي.