مقالات وكتابات


السبت - 16 يناير 2021 - الساعة 09:30 م

كُتب بواسطة : موسى المليكي - ارشيف الكاتب


في هذا البؤس والعناء والمشقة والحروب الطائلة التي يكابدها أبناء الإسلام وأبناء السنة على وجه الخصوص في الدول العربية ، تُثار أسئلة عديدة هل سيكون للأمة الإسلامية مخرج من هذه الحروب ؟ ومن هو الطرف الذي سيأخذ بيدها وينتشلها من مستنقع عدوها ؟ الذي حشرت نفسها فيه ؟ ؛

ومراجعة قليلة مع التأريخ الإسلامي ، فقد جاء قطز والظاهر بيبرس والأمة العربية والإسلامية في أسوأ حال ، ولقد جاء صلاح الدين الايوبي والأمة في أسوأ حال ، فأخرجوا الأمة من وضعها البائس ، وظهر علماء أجلاء ربوا الجيل وأخرجوه من مستنقع عدوه مرافق لهؤلاء الزعماء ، وجاءت الدولة العثمانية والأمة العربية والإسلامية في أسوأ حال فواصلوا الفتوحات وحافظوا على كيان الدولة الإسلامية وعن شريعتها وعقيدتها ومقدساتها ، فمن رحم المعاناة يأتي قائد وعلماء معه يعيدون للأمة الإسلامية مجدها ؛

واليوم الأنظمة العربية تمر بأسوأ حالها ولا غرابة في ذلك ، فقد كانوا عملاء يُسيّرهم الغرب أو الشرق كيف يشاء ، فاستعمر أفكارهم ونشر من خلالهم الرذيلة وحارب الفضيلة ، بدعوى الإنفتاح ، وما بقي من الشعوب محافظا على بعض تعاليم الدين إلا لأن هناك جماعات وعلماء عملوا على نشر الثقافة الإسلامية في أوساط الجيل ، فاستحى الزعماء العرب من الثقافة الإسلامية لدى الشعوب ، وإلا لعاثوا في الأرض الفساد ، فكان العلماء والدعاة شعاع نور ليبدد ظلام العقول التي استُعمرت بأفكار الشرق أو الغرب .

واليوم وبإذن الله سيأتي للأمة من يعيد لها مكانتها الذي يجب أن تكون ، فالجيل الإسلامي موجود ، وقد تم تربيته على قيم الدين الصحيح ، لكن يريد من يأخذ بيدهم ، وهم سيكونوا له وللأمة أوفياء ، فما يزال في الأمة خيرٌ كثير .