مقالات وكتابات


الأربعاء - 13 يناير 2021 - الساعة 01:13 ص

كُتب بواسطة : عبدالكريم سالم السعدي - ارشيف الكاتب



(1)
في خطوتنا خارج قفص الجهيل رقم (13) قلنا أن محاولة تسويق مايسمى باتفاق الرياض جنوبيا على أنه الحل المنقذ للجنوب وقضيته هي محاولة جديدة للعبث بالعقل والوعي الجنوبي فاتفاق الرياض واضح البنود والافعال فهو لم يعترف بالجنوب ولا بقضيته بل أعترف بمكون الإنتقالي كمكون يمني حجز مقعده في الخارطة السياسية اليمنية .

(2)
أكدت زيارة المبعوث الدولي الأخيرة لمحافظة عدن صحة طرحنا وخطأ عملية التسويق لمخرجات الرياض في الجنوب ، فجريفيت اكتفى باللقاء بالحكومة اليمنية ولم يلتقي بمكون الإنتقالي لقاءا منفردا ومستقلا وهذا يعني أن الإنتقالي أصبح جزءا من الحكومة اليمنية مثله كمثل بقية الاحزاب اليمنية المنضوية في الشرعية ولم يعد طرفا مستقلا ..

(3)
لكي نلامس الموضوعية ونترك النوم في العسل فعلينا الاعتراف أن لقاء جريفيت بالاخ أحمد حامد لملس كمحافظا لعدن لايمثل التقاءا بالأمين العام لمكون الانتقالي في العرف السياسي طالما لم يعلن عن ذلك رسميا من قبل مكتب المبعوث الأممي ومن قبل الإنتقالي وشركاءه في الحكومة ، والأمر ذاته ينطبق على لقاء جريفت بالحكومة اليمنية التي تظم وزراء الانتقالي إلى جانب وزراء الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام وغيرهم ..

(4)
طالما والجنوبيون تزعجهم فكرة مؤتمر وطني يجمعهم وتتعارض مع إرث صراعاتهم (السيامناطقية) التي أعادت تاجيج نيرانها بعض اطراف الإقليم ويصرون على خوض معارك (بينية) بدافع الوصول إلى التمثيل وابقاء إدارة المعارك مجزاة مع الغير فإن من الأصلح لهم حاليا تأجيل هذا الصراع لأن المؤشرات تؤكد انهم سيحتاجون بعضهم في قادم الجولات ، ونرى ان يتخلوا عن ثقافة الكراهية المتمثلة في (اشتراطات بعضهم لازاحة البعض الآخر) عن المشهد السياسي إن كانت فعلا لديهم قضية مازالوا يؤمنون بها ..

(5)
تصب مصلحة بعض أطراف الشرعية ومن يرعاها في شرذمة الصف الجنوبي فنرى تلك الأطراف تتسابق في توسيع مسافات التباعد عندما تصتف لدعم مكونات جنوبية معينة على حساب مكونات اخرى جنوبية ، فبهذا الفعل تدرك تلك الأطراف انها تحقق مالم تستطيع الأسلحة تحقيقة في الميدان ، فالجنوب ممزقا كان ومازال وسيضل أحد أهم وأقوى الأسلحة التي تُضرب بها أهداف هذا الجنوب وتطلعاته ..

(6)
دعونا مرارا ومازلنا ندعو إلى عقد مؤتمر وطني جنوبي(توحيدي) يفرز ممثلا توافقيا يحمل قضية الجنوب ومازالت بعض الاطراف المحكومة باجندات الخارج تعرقل هذه الدعوات وتعطل الوصول إلى هذا الهدف تارة بادعاء التمثيل والقوامة وتارة أخرى بالتسويف والمماطلة وفرض سياسة الاستقطابات محل الشراكة ..

(7)
ثبتت بالملموس سطوة أطراف الإقليم على ادواتها في الداخل الجنوبي وضعف تلك الأدوات أمام رعاتها من خلال بنود ماسمي باتفاق الرياض الذي استطاع رعاته توظيف ورقة التمزق الجنوبي وعقدة سباق التمثيل للقفز على الاستحقاقات الجنوبية ..

(8)
على الرئيس هادي ورعاة شرعيته الإقليميين اذا أرادوا أن يظهروا حسن النية تجاه الجنوب وقضيته ويثبتوا أن دعواتهم الانتقائية والمنفردة للمكونات الجنوبية لا تأتي في سياق معركة مواجهة الاستحقاقات الجنوبية ولا تهدف إلى الالتفاف على تلك الاستحقاقات ولاتسعى إلى خلق بؤر صراع وفتنة بين مكونات الجنوب أن يفتحوا الباب أمام بقية القوى الجنوبية من خلال لقاءات إقليمية أخرى على غرار ماسمي بلقاءات الرياض ..


(9)
حتى لاتستمر العملية السياسية عرجاء يجب اشراك القوى الوطنية الجنوبية في تلك العملية من خلال لقاءات أخرى تحت رعاية إقليمية مثل الحراك الجنوبي السلمي ومؤتمر القاهرة (الرئيس علي ناصر محمد) ، ومؤتمر شعب الجنوب ، ومجلسي الحراك الاعلى والثوري ، وتجمع القوى المدنية الجنوبية ، وحزب جبهة التحرير ، وبقية الفصائل والقوى الوطنية الجنوبية والشخصيات الوطنية المستقلة والسلاطين والمشائخ والامراء الجنوبيين ..

(10)
في المقابله الأخيرة لرئيس مكون الانتقالي لم يحدد الرجل موقفا وطنيا واضحا وكل ما قاله يدخل في برنامج العمل السياسي الجديد لمكونه الذي أصبح أحد مكونات الساحة السياسية اليمنية بموجب ماسمي باتفاق الرياض ، وأكد أن مكونه قد أصبح عضوا جديدا وذراعا للدولة الراعية له في إطار الخارطة السياسية اليمنية وهو بذلك يحجز مقعده إلى جانب السعودية وإيران وغيرهما من الأطراف التي تعبث بمقدرات اليمن واستقراره منذ مابعد ثورتي سبتمبر واكتوبر الستينيتان، أما فيما يخص قضية الجنوب فقد ظهر الرجل تجاهها كمن ينفض ملابسه من الاتربة التي علقت بها جراء السقوط في رمالها !!!

(11)
الحقيقة المُرة هي أن اليمن (البيت الكبير) يواجه اليوم خطر السطو والاعتداء على ثرواته وممراته المائية وشواطئه وموانئه واراضيه وسيادته في حين ينشغل أهل هذا البيت بالصراع على اقتسام ماتبقى من غرف المنزل الداخلية !!

(12)
قراصنة السطو والعدوان على منزلنا الكبير يلهونا مستغلين ضيق اخلاقنا وانحسار احلام البعض منا بكثرة مبادراتهم لتمرير مشاريعهم في ارضنا مثل (مد انابيب النفط السعودي إلى بحر العرب ، ومنح الامارات ماتريده في ارخبيل سقطرى وبقية الجزر وموانىء عدن ) فقد بدأوا معنا بمبادرة واحدة واليوم نحن امام مبادرات لا حصر لها وسيحمل القادم مبادرات أخرى لن تقودنا إلا إلى الإقرار بالتنازل عن سيادتنا على أرضنا لصالح قراصنة تلك المبادرات !!

((إلى أدوات الإقليم (الشرعية الانتقالي الحوثيين) لن تستقر اكوابكم على سطح منضدة لا تعرف الاستقرار ، ولن يرحمكم التاريخ )) ..

عبدالكريم سالم السعدي
12 يناير 2021م