مقالات وكتابات


الثلاثاء - 12 يناير 2021 - الساعة 09:53 م

كُتب بواسطة : موسى المليكي - ارشيف الكاتب


المستهترون في الحياة بشكل عام علميا وفكريا وسياسيا وتعليميا في عصرنا الحالي نحن معاشر العرب بلا استثناء نعيش أزمات خانقة على كل المستويات مع أنه كان بإمكاننا لو فعلنا العقول وعززنا من التفكير السليم بشكل جدي وصحيح لكنا اليوم منافسين لكثير من دول العالم وربما تجاوزناهم بما نملك من مقومات عقلية وبشرية وموارد طبيعية

لكننا وللأسف الشديد سنبقى ندور مع أنفسنا ونكرر تجاربنا في الفشل يوما بعد آخر دون أدنى وعي منا في التفكير السليم ومعالجة هذا الفشل الملازم لحياتنا معالجة حقيقة علمية دون عاطفة تجرنا للفشل اليومي المتكرر

كثير من دول العالم تجاوزتنا مع أنها كانت أقل منا في القدرات والإمكانيات بل كانت ربما تعيش تخلفا أكثر مما نحن عليه الآن وبفعل تشغيل العقل البشري لديهم والتفكير السليم في معالجة مشاكلهم ووضع الخطط والإستراتيجيات المناسبة لهم نهضوا ببلدانهم وتقدموا بل صار البعض من هذه الدول ينافس الدول المتقدمة علميا وفكريا وثقافيا سأذكر على سبيل المثال دولة كالصين كانت إلى ما قبل أربعين سنة وهي دولة متخلفة ولكنها يوم أن قررت التفكير الصحيح وسعت للتطبيق العملي في ذلك نهضت ونافست الجميع بل تجاوزت دول عظمى وهي اليوم تعد أحد قطبي الصراع العالمي مع الولايات المتحدة الإمريكية

مع أننا أمة حثنا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة منذ أول آية نزلت على رسولنا الكريم على القراءة والعلم والتعليم لكننا اليوم نتذيل قائمة دول العالم في التعليم وجودته بل أن البعض من دولنا خرجت من التصنيف العالمي لجودة التعليم تماما لأننا أهملنا العلم والأخذ بالأسباب الكونية لنهوض الدول وكأننا ننتظر معجزة إلهية تأتي لإنقاذنا

وهانحن اليوم نتندر على ممارسة الإمريكيين لبعض الأخطاء في تسليم مقاليد السلطة من الرئيس المنتهي ولايته للرئيس القادم دون أدنى تفكير في حالنا ووضعنا المأساوي سياسيا وهم دولة مؤسسات وتتمتع بنظام ديمقراطي منعدم لدينا وإن وجد نظام أو مؤسسات لدينا فهو دائما يكون صوري وليس له على أرض الواقع لدينا أي حقائق تثبته وتستدل به

الأجدر بنا أن نتجاوز مشاكلنا التي تنعكس علينا سلبا وتؤثر في حياتنا على كل المستويات وأن نفكر بطريقة صحيحة كما يفكر العالم بعيدا عن نظرية المؤامرة والتآمر التي يرددها فينا الصغير والكبير على حد سواء

مالم يتاح للعقل أن يعمل بطريقة صحيحة وعلمية فإننا سنبقى نرزح قرونا أخرى من التخلف رغم ما نمتلك من القدرات والإمكانيات

بإمكان العالم أن يساعدنا للنهوض حال وقوفنا مع بعضنا وتجاوزنا لتلك التفكيرات السلبية والمريضة والمدمرة كما أن بإمكاننا أن ننهض ونتقدم لو استفدنا من خبرات وتجارب الآخرين في النجاح أما لو استمرينا فقط بإستنساخ تجارب الفشل من الآخرين فإن عصور التخلف السياسي والعلمي ستبقى ملازمة لنا أبدا الدهر دون فكاك منا أو إنفصال عنا