مقالات وكتابات


الإثنين - 04 يناير 2021 - الساعة 11:54 ص

كُتب بواسطة : محمد الثريا - ارشيف الكاتب



بداية، نؤكد على موقفنا الداعم لحكومة التوافق السياسي متمنين لوزرائها النجاح والتوفيق في مهامهم الحكومية، المرحلة صعبة والتحديات أصعب وأمام ذلك ربما سيكون لزاما على جميع الاطراف السياسية الاصطفاف خلف الحكومة الجديدة وتسخير كل الجهود والامكانات التي من شأنها توفير المناخ المطلوب لنجاح تلك الحكومة والخروج من عنق زجاجة الازمات الإقتصادية والتصدعات الأمنية، وليس بعيد عن هذا التوجه المسؤول نرجو إعتبار كل ماسنسوقوه في رسالتي هذا المقال من نقد وتعنيف تجاه بعض ما لمسناه من مكونات الحكومة وطريقة تعاطيهم مع الاحداث الاخيرة كعتاب محب وحريص ليس أكثر، وعلى أمل النظر ايضا الى محتواه بعين المسؤولية والترحيب بأراء الاخرين دون تصنيف او تأويل .

الرسالة الاولى :
( على الاطراف السياسية المشاركة في كيان حكومة التوافق إستيعاب متطلبات واقعهم الجديد، والتوقف عن ممارسة دور الضحية ) .

لانعلم لماذا يصر البعض على توظيف اي حادثة تهز البلد توظيفا سياسيا بليدا؟ ولماذا الاسراع في توجيه التهم نحو الخصم السياسي دونما مراعاة للواقع الجديد والمتغيرات التي حدثت مؤخرا؟

عدم إستشعار المسؤولية والتزام دور الضحية الذي أدمن البعض ممارسته لازال يمثل العقدة التي تعجز معظم الاطراف السياسية عن تجاوزها.

يبدو ان تلك الاطراف قد نسيت او تناست انها قد أضحت مكونات لجسد وكيان إداري وسياسي واحد، يتشاركون نفس المسؤوليات ويتقاسمون ذات الحقوق والواجبات، فما الذي يدفع بهم إذن نحو التصرف كخصوم آزليين وتبني خطابا عدائيا تجاه بعضهم؟
الا يعني فشل أحدهم فشلا للجميع؟ الا تعني الإساءة الى طرف منهم إساءة لبقية أطراف الكيان الحكومي الموحد؟ أليس هذا واقع الحال السياسي اليوم عقب الدخول في حكومة شراكة؟

العالم ينظر اليكم ككتلة حكومية واحدة، والمجتمع الدولي تحديدا بات ينتظر منكم تقديم نموذجا مشرفا لصيغة التوافق السياسي كمسار حل ناجع ومخرج مثالي من الازمات والحروب، وأنتم لازلتم منغلقين على أنفسكم للأسف، وتمارسون نفس الأدوار السابقة.

حقيقة، وأظن الجميع شاهدها ! الخطاب الاعلامي المرافق وطريقة تعاطي الاطراف السياسية مع حادثة هجوم المطار جعلتنا نشعر وكأننا امام ( حكومة طباين) وليس حكومة مكونات تحترم موقعها والظرف الذي أنبثقت عنه.

لقد باتت الحاجة ملحة في الذهاب نحو عملية مراجعة عاجلة وشاملة لجميع مواقفكم وخطاباتكم الصبيانية إستدراكا للضرر الذي قد يحل حال أستمر وضعكم بهذا الشكل .
متى ستنتقلون من الوضع الخاص الى العام ويشعر الناس بأن لديهم نخبا سياسية حقيقية تدرك حجم التحديات والمسؤوليات؟ متى؟

الرسالة الثانية :
يقول الناقد والمؤلف الكندي جوردن بيترسون : ( رتب غرفتك قبل ان تغير العالم) .

ترتيب البيت الداخلي للحكومة الشرعية الجديدة عبر اعادة تفعيل مؤسسات الدولة وبعث الحياة مجددا في المناطق المحررة هو الخطوة الاولى والفاعلة اذا ما ارادت الشرعية اليمنية هزيمة الانقلاب الحوثي واستعادة الامن والاستقرار في كافة ربوع اليمن.

الاجتماع الاول للحكومة وشروع عددا من وزرائها في مزاولة مهامهم منذ اليوم التالي لوصولهم شكل بارقة أمل وبالتاكيد انه أمر قد أزعج كثيرين ممن يراهنون على فشلها وسقوطها.

تحصين هذه الحكومة وترشيد خطابها بما يتناغم وطبيعة المهمة المنوطة بها ضرورة ملحة وإجراء مسؤول يتطلب اهتمام وعناية رئيس الدولة ورئيس الحكومة معا، هذا الإجراء يعد ركنا اساسيا في عملية الترتيب المتقن لغرفة الحكومة الجديدة.

كما ان مسألة الترتيب والاعداد للمعركة الاشمل ليست قاصرة على مقدار ما سيتم إنجازه من برنامج عمل الحكومة وحسب، بل هي مسألة مرتبطة أيضا بمدى القدرة على تحصين وتمنيع تلك الحكومة من اي ملوثات وشطط من شأنه شق صفها وتمييع مخرجاتها .