مقالات وكتابات


الأحد - 29 نوفمبر 2020 - الساعة 09:11 م

كُتب بواسطة : عبدالكريم سالم السعدي - ارشيف الكاتب




نكرر مرة اخرى بأنه إذا كانت الحرب الدائرة في محافظة أبين تهدف إلى تحسين مواقف سياسية للاطراف المتقاتلة ولاتهدف إلى إنهاء معاناة أبناء عدن والمناطق الجنوبية المعبوث بها من قبل المليشيات المسلحة فإن وِزر قتلى وجرحى تلك المعارك يقع بدرجة أولى على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وشرعيته ..

تظل كل الأطراف(نكرة) بما فيها أطراف التحالف في نظر ابناء الجنوب ، والطرف الوحيد الذي يمثل حقيقة هو شرعية الرئيس هادي وبالتالي فإن الجنوبيون سيحاكمون هادي حيا وميتا أولا على صمته تجاه عذاباتهم اليومية ، وثانيا على موافقته لاستخدام تلك العذابات والمعاناة كورقة مساومة سياسية ..

على الرئيس هادي إذا أراد ان يمحو سجل الشرعية الأسود في ذاكرة أبناء الجنوب أن (يعقلها ويتوكل) بأن يختار الشعب عن المكونات والاحزاب ، وأن يقود معركته بنفسه ولايسلم زمامها لسواه ، وأن يصمد ويرفض مجرد المساومة حول رجاله الاشداء والمخلصين الذين باتت بعض أطراف الإقليم تبذل كل غال ونفيس وتقدم التنازلات في سبيل ازاحتهم واستبعادهم ، وأن يتبنى قضية الجنوب كجنوبي يمتلك هذا الحق وتؤكد المعطيات على الواقع بأنه الأفضل مقارنة مع إفرازات معارك الإقليم على الارض الجنوبية وما انتجته من أدوات تفتقد الكاريزما والعمق التاريخي الذي يؤهلها للقيام بهذا الدور !!

القضية الجنوبية بريئة مما يحدث في محافظة أبين من عبث براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ونحن كقيادي في ثورة الجنوب واحد أعضاء قيادة مجلس المقاومة الجنوبية عدن الذي تصدى لعدوان عفاش والحوثي أسجل للتاريخ تأكيدي بأن مايحدث في محافظة أبين من إراقة للدماء لايمت لقضية الجنوب بصلة ولايخدم اهدافها فالقتال (الجنوبي الجنوبي) لم ولن يكون في يوما من الأيام أداة لنصرة هذه القضية ..

على أبناء الجنوب في عدن وابين ولحج وغيرها من المناطق بأن يعلموا أن دمائهم المهدورة في رمال أبين ستصب في رصيد الأسماء المرشحة لمواقع الوزارة التي ستكون بالتأكيد أسوأ من سابقاتها (وفقا لأدوات اختيارها ومعايير ذلك الاختيار والطرف الفاعل في اختيارها) والتي لن تقدم للبسطاء شيء يستحق التضحية من اجله !!

في الجنوب هناك مشكلة لن يحلها الاستقواء بالاقليم والتبعية العمياء له ، ولن يحلها التسابق على إعلان المكونات والارتماء في حضن الشرعية دون شروط ولا ضمانات للقضية الجنوبية ، ولن تحلها الاصطفافات المناطقية والقروية ، ولن تحلها الافرازات القذرة للخطاب المتقاذف بمفرداته في الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي ، بل سيأتي الحل لها من خلال مؤتمر جنوبي جامع يقوم على أساس التمثيل الوطني لمحافظات الجنوب ويفضي إلى قيادة توافقية مؤقتة تمثل الجنوب وقضيته !

الواقع المؤلم الذي تعيشه اليوم محافظة عدن وبعض مناطق الجنوب والذي افرزته السلوكيات المليشياوية المسلحة لن يغيره الانتظار للشرعية حتى تتخلص من قيودها بل سيتغير من خلال ثورة شعبية تقتلع تلك المليشيات ولنا في شبوة وحضرموت مثال واضح يجب ان تستفيد منه بقية المحافظات !

لسنا مع الحرب وماتفرزه من الام واوجاع ، ولكننا أيضا لسنا مع الوساطات (الموسمية) التي تسعى لها بعض الأطراف كلما استشعرت الهزيمة في الميدان ، بمعنى أدق أي وساطات لوقف الحرب في محافظة أبين لا تفضي إلى رفع المعاناة عن كاهل أبناء عدن ومناطق الجنوب وتحريرها من قبضة المليشيات الخارجة عن الدولة هي وساطات مشبوهة وترتقي إلى مستوى الخيانة !!

عبدالكريـــم سالم السعدي
28 نوفمبر 2020م