مقالات وكتابات


الإثنين - 19 أكتوبر 2020 - الساعة 11:09 ص

كُتب بواسطة : إيمان ناصر - ارشيف الكاتب



بين الماضي والحاضر مرت علي مراحل وسنين، حين اتامل أشاهد بعين مواقف الماضي، وبعين أخرى أشاهد أبعاد الحاضر.
استرجع مامررت به سابقا من عثرات والتي لم تمحى من ذاكرتي كونها انغمست في جميع حواسي.استرجعها كي لا أقع فيها مجددا. واقف بين الحذر والخوف.

وليس كل الحكايات محتواها حزن، بالعكس هنالك الكثير من الحكايات المفرحة والمواقف المضحكة مرت في حياتي، ولكني في الحقيقة لا أستطيع أن أعبر عن فرحتي وتصبح الكلمات كأنها صعبة علي، لا استطيع تجميعها ولا اجيد سردها ووصفها، فيظن الآخرون أني محصورة فقط في زاوية الحزن ولا استطيع الخروج منها.

يا سادة أن جعبتي مليئة بحكايات الفرح والبهجة ولكن قلمي عصاني ولم يستطيع ترتيب ذاك الشعور.

فمن أجمل مواقف السعادة لدي هي الاكتفاء والقناعة بما قسمه الله لي، اذ لم اتذكر يوما أنني نظرت لأشياء غيري وتمنيتها أن تصبح في يوم لي.
ولم اتذكر أني أردت او اريد أن أكون مثل هذا وذاك.
ولم اتذكر يوما أني طلبت من والدي ان يشتري لي لعبة مثل لعبة رفيقتي.

نعم كنت طفلة ولكن الاكتفاء كان مبدأ وكبرت عليه.
وكنت مراهقة ولكن القناعة لدي هي تذكرة عبور لمراحل عمري.

الان في شبابي ولكني مازلت في ذاك التواضع ولم يتغير شي.
أليس هذا سعادة لا تقدر بمال.
ولكن لم استطيع ترجمة تلك المواقف بالكلمات، قد تكون هي أكبر من جميع الكلمات، فهي شعور اشعر به فقط ولا استطيع ترجمته.

اليوم اشتاق لذاك الماضي الذي حين يمر شريط ذكرياته ابتسم إبتسامة تعقبها تنهيدة شوق لذاك الوقت الذي جمعنا بناس نادرون لايكررهم الزمن.
عاشو فقط كي يصبح كل واحد منهم حكاية، وتبقي اسماءهم في ذاكرتنا.
وتكمن سعادتنا حين نتذكرهم.
فالمواقف الجميلة تخلد للأبد
هناك ذكريات كثيرة لانستطيع أن نراها إلا بصعوبة وكأنها جزيئات في مجهر يصعب رؤيتها إلا بتكبيرها. ليس خلل مننا في عدم تذكرها ولكن هناك أشياء أكبر منها استوطنت ذاكرتنا وأصبحت بقلب مجهر فحين نريد تذكرها نستغرق وقت كي نراها.

هذه الذكريات هي ابتلاء من الله وشفاء منه، فحين وقعنا في ذلك البلاء الله شفانا منه وجعله في مجهر الذاكرة، كي لا نعاني حين نتذكرها.
جميل أن يكون مجهر في زاوية الذاكرة نضع فيه تلك الجزيئات التي مرت في مراحلنا.
وهكذا تستمر الحكاية.