مقالات وكتابات


الثلاثاء - 13 أكتوبر 2020 - الساعة 10:25 م

كُتب بواسطة : معاذ مدهش - ارشيف الكاتب



في أحد الأحياء السكنية في مدينة "عدن" كُتب على جدار أحد الأزقة (ابتسامة الأطفال هي سعادة الحياة)!
ما أن لمحت تلك العبارة قرأتها مرات عدة، تفحصت كل حرف تشكلت منه العبارة، لم تكتب بحبر كما رأيتها ولم تستخدم الريشة للكتابة!
كُتبت بعبرات الحزن وعصارة الوجع...
لصقت حروف العبارة وأثر لعبرات دمع لا زالت مندثرة هناك بجانب الجدار شهادة بأن من كتبها أَسقط دموعاً أكثر من عدد الحروف الأبجدية!

أعتقد أن كاتبها أم لم توفقها الحياة لتصبح أم! كتبتها لتبح بمشاعرها المكبتة، لتشعر بالإنتصار، لترمم عمقها المتعطش لكلمة "ماما"
كتبتها يوم عيد بينما تراقب لمعة عيون الأطفال البريئة، وتتحسس بطنها وتصاب بنوبة خذلان، كتبتها بعد أن أُغلقت أبواب العيادات في وجهها حين خابت وصفات الأطباء في إسعادها،
ملأت ريشتها بخليط من العقاقير الدوائية التي لازمتها منذ زمن لتكتفي بعبارة على الجدار بمثابة جنين ينتظر يوم المخاض .

وإحتمال بأن امرأة لديها ثلاثة أولاد وبنت، كتبتها لتنكأ جرح جارتها التي تزوجت قبلها بسنين وحال بينها وبين الإنجاب!

إحتمالات كثيرة قابلة للتصديق، لكن يبقى الأهم من كل هذا أن هناك أشياء لا نلتفت لها قد تكون مصدر أَرق وعبء على الآخرين.