مقالات وكتابات


الأحد - 27 سبتمبر 2020 - الساعة 05:14 م

كُتب بواسطة : عمر محمد السليماني - ارشيف الكاتب




رفع الليبيون شعار: "ابليس ولا إدريس" ضد ملك ليبيا، في عهده تغيرت الحكومة إحدى عشر مرة خلال ثمانية عشر عام. ذهب إدريس فحكمهم "إبليس" إثنان وأربعون عام لم يتغير.

متابعة مواقف البعض يصح فيها القول: اسمع كلامك أتعجب، اشوف أفعالك استغرب.
مثلاً مواقف بعض اليمنيين والعرب ضد تعين توكل كرمان في مجلس مراقبة تابع للفيس بوك. المعينون الآخرون غير العرب ربما بعضهم له مواقف عدائيه تجاه العرب والمسلمين، مع ذلك الحملة العدائية "اليمنية العربية" للبعض فقط ضد امرأة يمنية عربية مسلمة لأنها تخالفهم التوجه السياسي. يقدمون الولاءات الحزبية الضيقة على الانتماءات الجامعة.

ذكرنا موقف ضد شخصية يمنية له أبعاد يمنية عربية ودولية. بعيداً عن ذكر سياسات الدول، فهذا حدث ولا حرج. أو ربما فكر ولا حرج، لأن الحديث له ممنوعات وخطوط حمراء. مع ذلك حتى التفكير الحر محجوب عن كثير بسبب غسل الادمغة.

مثل هذه المواقف كثيرة في واقعنا العربي الحاضر، فيما يخص العلاقات العربية البينية، المواقف من الحروب والنزاعات العربيه، المواقف حول القضية الفلسطينية... الخ. تجد من يقف مع "الغريب" ضد "القريب". بعيداً عن استخدام مصطلحات العدو والشقيق فقد اختلطت الأوراق. صار الشقيق عدو، والعدو صديق.

ومن تاريخنا الحديث أعظم درس غير إتجاه الدور الإسلامي العربي في العالم. الثورة العربية الكبرى، شعارها تحرير العرب من حكم الأتراك. لاحظ شعار القومية على حساب الشعار الديني الجامع، من هنا يبدأ خداع الشعوب. من قاد "الثورة" العربية كان أضعف من أن يحمل راية الخلافة بعد ضعف العثمانيون ليحافظ على دور الدولة "الإسلامية"، كما فعل من قبله. واضعف من أن يعتمد على نفسه ليحقق ما وعد به أتباعه "العرب".
نهج الخيانة والتآمر، تحالف الشريف مع البريطانين ليتخلص من نظام "الخلافة" طمعاً في إقامة "مملكة" عربية كبرى. طعن الخلافة الإسلامية في مقتل، وما فلح في جمع العرب وتحريرهم وتكوين مملكته العربية الكبرى. جلب الاحتلال الغربي المسيحي، وكان تفتيت العرب، وكان "سايكس بيكو"، وكان وعد "بلفور"... وكان ما كان، ومازلنا نعاني ولم نتعلم الدرس.

هكذا كل دعاة التمزيق في كل عصر، يريدونها لقمة صغيرة لكي تبتلع لهم، ولكن من يدعمهم متربص بهم. اكلت يوم أكل الثور الأبيض.
ماهو الدرس من مثل هذه المواقف؟

مثل هؤلاء، المتعصبون للحزبية والطائفية والجهويه والعرقية والقطرية المصطنعة، يمكن أن يتحالفوا حتى مع "ابليس"، مع أعداء الأمة أعداء الوطن ضد مجموعة من شركائهم في الوطن، في العروبة، في الإسلام، والتنازل عن الثروات والسيادة الوطنية والمبادئ ثمنا لأجل أن يحكموا البلاد.

اليس اليوم كالأمس.
يقول معتز صافي :
اليوم كالأمس لا جديد ** سوى الحزن العنيد
لا شئ جديد سوى بكاء ** وعبودية كعبودية العبيد

عمر محمد السليماني