مقالات وكتابات


الأربعاء - 16 سبتمبر 2020 - الساعة 01:18 ص

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


لايمكن فهمها في اي سياق ، عودة الامارات الى اليمن، بعد خروجها الشكلي والمعلن منه، وهي بالاصح لم تغادره حتى تعود، وفي كلا الحالتين ظهر حجم المقت الشعبي لها على كافة المستويات، وتواصل الشعور بالضيق بها في كل الاحوال، وعودتها اليوم غير مرحب بها من غالبية القوى الوطنية والسياسية في اليمن وقيادتها الشرعية، مما يولد حالة امتعاض نفسي شديد منها،حتى كوجود افتراضي لا اساس له على الارض، وان تواجد بصورة خفية في اروقة الاحداث والمفاوضات،وسط هالة من الرهيبة والشك فيها.
والامارات هي من نزعت عوامل الثقة الاخوية معها ودمرت سمعتها الحميدة وعلاقاتها التاريخية مع اليمن،بقبولها اللعب بالنار وتقمص ادوارا بطولية اكبر من حجمها وتاريخها وثقلها في المنطقة،واختارت الوقت والتوقيت الخطأ لممارسة شيطنتها السياسية الكاذبة ومسخها الشيطاني الخائب في اليمن ،المبني على جهلها الفاضح بمجريات الاحداث فيها، وما ستؤال اليه الامور ، وقد تتفاجأ بانقلاب السحر على الساحر وتصبح بين ليلة وضحاها خارج اللعبة ان لم تكن احدى ضحاياها.
ومن المؤكد بان عودتها الى واجهة الاحداث في اليمن ليس من صالحها بل ضار بها،وحتما سيكون تواجدها هذه المرة محكوم باشتراطات وطنية،ومحفوف بمخاطر اكثر من سابقتها و لن يخرج عن اطار التواجد الحذر  ، مما يستدعيها الى مراجعة سياسة تدخلات الحالية في اليمن،والقيام بدراسة وقياس حجم خسارتها الكارثية للشعب اليمني وزرع بذور الكراهية الواسعة لها في صفوفه،وارتفاع نغمة الرفض الشعبي قبل الرسمي لها.
هذه المرتكزات الثلاث ستعمل على تحويل حياة الوجود الاماراتي في اليمن الى جحيم لا يطاق ولا وسع لها بحمله.
الامارات دفعها غرورها البريطاني الاعمى الى الانزلاق في وحل الازمة اليمنية في المرة الاولى، وتيقنت من صعوبة خروجها منها او الافلات من تبعاتها،وبالطبع سيعمي غرورها الاسرائيلي هذه المرة اثر عملية تدخلها الجديد فيها، وقد تكتب خاتمة المطاف لها من هذه الارض المباركة المستجاب لدعواتها من السماء و ليس بينها وبين مظلومية اهلها من حجاب.
وهي تجهل اي (الامارات) العمق التاريخي ليهود اليمن وتأثيرهم المباشر في السياسة الدولية منذ معلمهم الاول عبدالله ابن سبأ، وكبير احبارهم كعب الحميري وكلايهما من قاع صنعاء العزيزة.