مقالات وكتابات


الأربعاء - 12 أغسطس 2020 - الساعة 03:27 م

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


أدى أحمد حامد لملس اليمين الدستورية كمحافظ لعدن، ومع أول ساعاته الفعلية في حكم عدن، زادت الانطفاءات للكهرباء، وانقطع الماء، فقال أحدهم: صدقوني الأملس اليوم وكأنه يقول في يمينه، وأقسم بالله العظيم يا هادي لأزيدنهم فوق الأربع ساعات مثلها، ولأقطعنَّ عنهم الماء، ولأوقفنَّ التعليم في عدن، ولأجعلنَّ الحمير تملأ شوارع عدن، ولأدمر كل جميل في عدن، ضحكنا لقوله ذاك، طبعاً قول صاحبنا كان من باب تفريغ الهم، والضبح، ولكننا نعلم علم اليقين أن الأملس قد أقسم على حماية عدن في إطار اليمن الكبير، وخدمة عدن في إطار اليمن الكبير.

ما علينا من خزعبلات صاحبنا، ولكنني عندما شرعت في كتابة مقالي هذا لصت الكهرباء بعد توقف دام لخمس ساعات ونصف، فتذكرت كلام صاحبنا، وضحكنا ضحكة خوف من القادم، وقلت في قرارة نفسي، والله يا خوفنا لو تتحقق تحليلات صاحبنا، ذهبت نحو الحنفية لأفتحها لأنظر في الماء، ولكن الماء لم يحن وقت مجيئه بعد، فهو لا يأتي إلا نادراً، وصباحاً فقط، فاستعذت بالله من كلام صاحبنا، ودعوت الله أن تخيب تحليلاته، وتمنيت التوفيق للملس حباً في عدن، وأبناء عدن.

لصت الكهرباء ساعة، ونصف، وانطفأت، ضحكنا ضحكة هستيرية، ونحن نمسح العرق، ونردد ما قاله صاحبنا عن يمين المحافظ الجديد، فياما سترون من بلاوي يا سكان عدن، فالكهرباء، ستتدهور، والماء سينقطع نهائياً، والمدارس ستغلق أبوابها، وقد بدأت النقابة تتوعد بالإغلاق، ولكن الأمل بعد الله في المحافظ الجديد، وتعاون الجميع معه.

ولكن رغم هذه البداية التي لا تبشر بخير، أبارك للأخ أحمد حامد لملس، فقد كان اختياره صائباً، لأنه لا ينتمي للشرعية، لأن مجيء ممثل الشرعية محافظاً لعدن وفي مثل هذه الظروف يعتبر الفشل بعينه، لأن المسيطر على الأرض هو الانتقالي، ولملس ينتمي لهذا المكون، وأظنه سينجح، ولكن، وآه من لكن، ولكن المرحلة تتطلب تعاون الجميع، وهذا لا يمكن حصوله في زمن المناتعة، والمحاصصة، والتربص بالناجحين لإفشالهم، فصدقوني كل طرف سيعمل على إفشال الطرف الآخر، وكله على ظهر المواطن.

وجهزوا شنطتي لأسافر.