مقالات وكتابات


الثلاثاء - 21 يوليه 2020 - الساعة 09:29 م

كُتب بواسطة : عبدالله الحنشي - ارشيف الكاتب



كاد الجنوب أن يكون عزيزا مهاب قوي موحد في ظل الدولة التي نشدها الرئيس هادي وأعطى فيها كل ذي حقٌ حقه وأنتصر فيها للشهداء ورفع الظلم عن هذا الشعب الذي يكتوي بنيران العبث والمزايدة على حسابه.

سلم الرئيس هادي للحراك الجنوبي كل محافظات الجنوب إضافة إلى بعض الوزارات وأنشأ بقرار جمهوري كل ألوية الأحزمة والنخب الجنوبية ، وهذه ستكون القوة الضاربة الجنوبية الشرعية في إطار الدولة الأتحادية التي سترمى في ملعب الشمال أن أرادوا تحقيقها فهي خيارنا ونحن معهم في اعلانها وتحرير الشمال من الحوثي أولاً ثم بعدها سنعلن الدولة الإتحادية وأن أردتم غير ذلك فليس لكم وصاية على الجنوب بعد اليوم ولن تكونوا فيه الا ضيوف بحماية أبناءه،

وضع الرئيس هادي قوى الشمال التي تقول أنها مع الشرعية والدولة الإتحادية في هذا الموضع وأعطاهم هذا الخيار أن أردتم الأتحادية فعليكم بتحرير الشمال ونحن إلى جانبكم ولاخيار لكم غير هذا وأن تقاعستم عن تحرير الشمال فالجنوب بيد أبناءه وسيمضي في البناء والتنمية،

خمس سنوات منذ تحرير الجنوب لو أنهم بقيوا على ما أعطاهم هادي وتمسكوا بما رسمه لهم كفيلة بأن تنهض بالجنوب إلى أعالي القمم وأن تبنى فيه كل البنية التحتية،

لكن ذلك لم يرق لدول الأقليم الطامعة في خيراتنا وثرواتنا، فعملت على دغدغة العواطف وإعادت إلى رؤوسهم المظلومية واشترت الذمم وشتت الشمل وأخمدت المنابر بتصفية أئمتها التي رأت أنهم سيكونون حجر عثرة وسد منيع امام مشروعها،

بنوا جيوش وشبكات اعلامية لتشويه قادة المقاومة وكل من قال لقد أخطأتم وظليتم الطريق، خمدوا كل الأصوات التي أختلفت معهم في المشروع وكل من قال لقد سلكتم طريق طويل فليس من المعقول أن تكون محافظاً أو وزيرا بلا منازع ثم تصارع خمس سنوات لكي تعود إلى نفس المنصب وتحت نفس العلم والحكومة ونفس الرئيس الذي اعطاك نفس هذا المنصب قبل عدة سنوات.

حتى ألوية الحماية الرئاسية الجنوبية التي تم شيطنتها لم يكن ينتمي إليها فرد واحد من أبناء الشمال واتحدى من يثبت، تعاملتم بغير المشروع الذي أعطاه لكم هادي والشرعية التي كنتم تستكنون في ظلها والتي من خلالها سيكون لكم جيش وأمن وأمان ومؤسسات دولة وكليات حربية ومن جاءكم من أبناء الشمال سيكون أشبه بالزائر يأخذ دوراته ويحمل متاعه ويمضي أما إلى مناطق الشمال أو إلى جبهات القتال،

جيش جنوبي بغطاءً شرعي هذا ما أراده هادي ورفضتموه جنوب يحكمه جنوبيون بغطاء شرعي تأتي الحكومة وتذهب حالها أشبه بحالها في الرياض تحت حماية الجند السعوديون وهنا من يحمونها جنوبيون من باب الغرفة إلى آخر مكان في حدود الجنوب، كل هذا سيكون لكم لو أنكم غلّبتم مصلحة وطنكم عن كل المصالح ورفضتم مشاريع الطامعين في بلدكم العريق ووثقتم في رئيسكم،

لن يتم استفزازكم أو تمرير أي مشروع لا يرضيكم وأنتم إلى جانب هادي العنيد الذي لا يرضخ للضغوط مهما كانت، وكان سيستمد قوته منكم لو بقيتم إلى جانبه ولن تمر مشاريع القوم على أرضكم، ولكن أنظروا إلى حالكم اليوم من وعدكم بالأمس جعلكم اليوم في حالة يرثى لها من العدو قبل الصديق،

من أخبركم بأن الجنوب لن يأتي الا بطرد الجنوبيين الذي قالوا لا لما قلتم له نعم فقد أخطى في حقكم ووعدكم بالسراب والهلاك، قُتل خيرة شبابكم على أرض الجنوب ظنٌ منهم بأنهم على شيء وأن الدولة الجنوبية قاب قوسين أو أدنى، والحقيقة التي يجب أن يعلمها كل من غُرر بهم، أن سقط الجنوب بأكمله بيد الإنتقالي وان لم يبقى له منازع على ترابه سيكون الوضع كما هو الحال لن يعلن الإنفصال عن الشمال والأحزمة والنخب سيجعل منها التحالف شركات أمنية كما هو حالها الآن في خدمته تؤدي واجب نفذ بلا نقاش،

لن ينفصل الجنوب بسقوطه في يد الإنتقالي ولن يحدث شيء من هذا القبيل الا بحل شامل للقضية اليمنية وهذا ما اشرنا اليه في بداية المنشور بأن الفترة التي ستكون في ظلها تحت غطاء الشرعية إلى أن يتحرر الشمال أو تتفق القوى اليمنية على حل ستكون كفيلة في أن تجعل الجنوب شبه دولة مستقلة بكافة المؤسسات الأمنية والخدمية وبعد ذلك لن تطال يد أحد عليكم ابدا.