مقالات وكتابات


الجمعة - 17 يوليه 2020 - الساعة 01:08 م

كُتب بواسطة : منصور عامر - ارشيف الكاتب



بالامس كنت زهرة المؤانى وأجملها ، كيف لا وأنت ثاني أفضل ميناء في العالم ، وهبك الله موقع أستراتيجي وجعلك ثغرا باسما للوطن ....
واليوم أصبحنا نعيش تحت أنقاذك بعد أن فتك بك الظلم والجور وأهانوك طغاة العصر الجدد وأهانوا أهلك الشرفاء اللذين ظلوا صابرون وثابتون وصامدون ومحتسبون لعشرات السنيين يتطلعون الى العلم والثقافة والادب ، ويؤمنوا بالسلام والحرية والمدنية ، فسلاحهم القلم والفكر ويمقتون الفوضى ويسعون دوما للقانون والنظام في حياتهم وخلال الخمسة العقود جاءوها زوار من خارج أسوارها لينعموا فيها ، كيف لا وهي الحاضنة لكل الأعراق والمذاهب والتعايش سمتها وجوهرها الأصيل ليحكموها بقبضة من حديد ونار ودم.. لم يعرفوا قيمتها وموقعها وعاثوا فيها فسادا وظلما وهي تتطلع لفجر يوم جديد بالأفق....ولكن تطلعاتها وأمال أهلها ذهبت أدراج الرياح وأجيالها تنتظر نهضتها وفي غفلة من الزمن وضعت تحت الباب السابع من جهنم، وحلت بها الكوارث المرض والجوع والقهر ، أجتاحتها كل الأوبئة القاتلة في غياب المشفى المسكر وأنعدام الضمير الأخلاقي والأنساني وغدا مصابها فوق كل مصاب ، فقد رماها الدهر سهما قاتلا ممن يفترض أن يردوا الجميل لها من ابناءها وجيرانها كونها من علمتهم الحروف الهجائية الاولى في العلم والثقافة والادب والبناء والتشييد والعمران والفنون والاعلام ونقاء السريرة......خذلوها جميعا ، أقرب الناس لها من حضنتهم وتولت تربيتهم وطورت معارفهم ....نكبوها غير أسفين.....بنار حقد الجار وعقدته منها....والأشارة تكفي الحليم ليدرك الجميع مانحن فيه اليوم.........

وطني العزيز المكلوم...
كيف سقطت في شباك من لايرحم...بحقده
لماذا يامن كنتم تسمون أنفسكم احرارا وثوار وقادة مجتمع واحزاب وصميتوا أذاننا بالتحرر والتغيير والحراك الثوري والوطنيه...أين أنتم جميعا ونحن تحت الانقاذ...لانجد راجحا ولا عاقلا ولاحتى توافقيا هل أنجب الوطن التعيس أفواجا من العقول الحائرة والمستسلمة والتابعة لتابع ، أليس جديرا بها خدمة وطنها ومساعدته وأخراجه من عنق الزجاجة ..المسنونة بالسيوف والمناشيروالأف 16 والدراهم والريالات....

هل تجمدت العقول بهذه الأفعال وتحت ضغوطها وهان الوطن عليكم.....ليقم كل من تنعم وعاش وتعلم بفضل الوطن بدوره كما ينبغي وماهو متاح له ولو بكلمة تجنب وطنكم هذا الخذلان والصمت والعيش المريب... وألا ....ستنالوا العقاب في الدنيا والاخرة

حتى النجدة طلبت كما قيل لأطفاء الحرائق وأخمادها من اللهب المشتعل ، وأذا بهم يوقدون النار بأهلها كلما أنطفى اللهب بل ويغذونها.،
.فتذكرت على الفور حقد أبولهب وزوجته حمالة الحطب على سيد الخلق وأشرفهم أجمعين......


أدخلونا أبواب جهنم باب باب...وصوت المذياع يخبرنا بأننا قد بلغنا الباب السابع ...فهو تحتنا وفوقنا برا وبحرا وجوا
فأذا بالأماني والأحلام وربيع الحب والتلاحم والأخوة محض سراب في ليلة وضحاها...وأصبحنا بين سرداب وسرداب ..
ونسأل أعاصير النار كيف تحرقي ارواحنا بالعذاب ، وكيف اختطفت أرواح خيرة الاحباب بدون ذنب ، ونتذكر حينها قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم..(بأي ذنب قتلت) صدق الله العظيم

ياوطني .....
لماذا توقد مصائبنا وعذاباتنا
لماذا تسرع بخفة نحو الموت
لماذا تأفل وأنت ميلادي وطفولتي ونور شبابي وأن كنت قد أصبحت هرما..
ستنتصر ياوطني رغم كل هذا العبث والقبح ومهما عاثوا فيك من فساد وخدش لجمالك...

أتعرفون لماذا أيها الحائرون المستسلمون والمتسلقون والفاسدون؟ يامن خذلتم وطنكم الأم ومواطنيكم وأكتفيتم بما أنتم فيه ومن خيراته ولاتحركوا ساكنا...

أتعرف ياوطني لماذا؟
لا أكتمك سر ، فسحر جمالك ونسمة هواءك وطهر الثراء والدماء التي سالت فداء لك ياوطني فهي تصرخ بالسماء وسينصفها رب العالمين، كفيلة بأن تجعلني مؤمن بنصرك وأعيش وأموت شامخا بعزة وكرامة

لا أخاف أحد ألا الله عز وجل