مقالات وآراء

الأربعاء - 21 أغسطس 2019 - الساعة 05:58 م بتوقيت اليمن ،،،

شعار المجلس الانتقالي

الوطن العدنية /حاوره_محمد عقابي

الأستاذ عبد الفتاح جمال سعيد قائد الطميري الحوشبي رئيس القيادة المحلية للمجلس الإنتقالي الجنوبي بمديرية المسيمير الحواشب محافظة لحج هو ضيفنا في هذا الحوار، حيث التقينا هذا الشاب ذو الروح الوثابة والتواقه للإنعتاق ونيل الحرية والاستقلال والذي يعد احد الشباب الجنوبيين الذين يراودهم حلم إستعادة الدولة ولديهم الإمكانية والقدرة لبناء مشروع الجنوب الحديث والمتطور، عن هذه الروئ وغيرها من التفاصيل التي تهم الجنوب تابعونا في السطور التالية.


ما هي المشاريع التي يحملها المجلس الإنتقالي ويستطيع من خلالها خدمة القضية الجنوبية؟

-اولاً نشكركم على إتاحة هذه الفرصة أمامنا للحديث، بالنسبة للمجلس الإنتقالي فهو المجلس المفوض شرعياً من قبل جماهير شعبنا الجنوبي العظيم لحمل لوآء القضية وتدويلها، فالمجلس الإنتقالي الجنوبي هو من يعبر في هذه المرحلة الوطنية الحساسة عن طموحات وتطلعات شعب الجنوب، وهو مكون جنوبي ولد من رحم معاناة شعبنا الجنوبي الذي تعرض منذ عام 1990م لأشرس حملة بربرية شعواء ظالمة وطغيان سافر من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية المحتل والذي كرس كل مبادئ الإحتلال في اسوأ صورها طغياناً وظلماً وجوراً بعد أجتياحه الجنوب صيف العام 1994م، فالمجلس الإنتقالي الجنوبي هو لسان حال الجنوب وهو المعبر والحامل لقضية هذا الشعب العربي المظلوم والمقهور.

تحدثت عن معاناة الجنوبيين من الوحدة مع الشمال هل لك انت تعرف القارئ الكريم عن طبيعة هذه المعاناة؟

-يا اخي ما عانته المحافظات الجنوبية من ضيم وظلم واستبداد وإقصاء وتهميش يعتبر احدى مخرجات حرب 94م العدوانية الظالمة وما تلاها من اجتياح آخر للجنوب شنتها مليشيا الحوثي الشمالية في 2015م وما نتج عن ذلك من خراب وتدمير لكل مؤسسات الجنوب، نظام صنعاء تعامل مع الجنوب كأرض فود ولم يتعامل مع الجنوب كشريك ندي في الوحدة بصفته دولة مستقلة لها كيانها الإقليمي والدولي ولها مقعدها في الأمم المتحدة والجامعة العربية، فحاول تحويل الجنوب الى ملطشة لإطماعة القذرة وسعى طيلة تلك السنوات لفرض الوحدة بقوة السلاح وتحقيق غايات ومآرب سياسية تقوم على الضم والإلحاق والإلغاء وتقويض الأسس والمرتكزات الأساسية للشراكة في السلطة والثروة، بل ان نظام صنعاء كرس ثقافة الكراهية والعنصرية والمناطقية ضد ابناء الجنوب قولاً وفعلاً وعمل على نهب ومصادرة الأراضي والمنشآت والمؤسسات الجنوبية وتقاسمها مع شركائه المتنفذين، وعمد على طرد وإبعاد وتشريد وتوقيف بل وقتل وتصفية معظم عمال وموظفي اجهزة الدولة من ابناء الجنوب سواء كانوا مدنيين او عسكريين بجانب تسريح وحرمان الجنوبيين من الوظيفة العامة والإلتحاق بسلك المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية ومنعهم من ابسط حقوقهم المشروعة، كما عمد نظام صنعاء من خلال ما يسمى بالوحدة المفروضة قسراً وعنوة على الجنوب عمد على طمس هوية كل ما هو جنوبي وينتمي لهذه الوطن العزيز ومحو تاريخه العريق والمجيد والأنتقاص من دور مناضليه وشهدائه وإحياء موروثات الفتن والحروب والنعرات والثأرات القبلية التي انتهت بفعل مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ومارس اقذر اساليب الأبتزاز السياسي والقهر والتنكيل والترهيب والتمييز العنصري تجاه ابناء المحافظات الجنوبية، تلك الممارسات والسياسات الإقصائية الإستعلائية والإصرار على تحجيم دور ومكانة الجنوب وفعل تأثيرها في الحياة السياسية والاقتصادية والأجتماعية والثقافية وشراكتها الحقيقية في مختلف الأصعدة والمجالات وما صاحبها من اجتياحات مليشاوية وعسكرية ضد الجنوب لتعميد احتلال هذا القطر العربي العزيز وسفك دماء وازهاق ارواح ابنائه الشرفاء المسالمين العزل وما صاحب هذه المسلسلات الأجرامية والطغيانية من قتل وتشريد وإرهاب بحق الإبرياء من ابناء شعبنا العربي الأصيل قد احدث شرخاً وتصدعاً عميقاً في بنيان ما سمي الوحدة اليمنية وازداد هذا الشرخ توسعاً بتفاقم الإضطرابات والإحتقانات التي ما يزال نظام صنعاء المستبد القائم يزرعها في ابناء الجنوب حتى اليوم.


هل ترون ان الوقت الحالي هو الأنسب لكي تطالبون بفك الإرتباط وإستعادة الدولة في حين ينشغل حلفائكم بمحاربة مليشيا الحوثي؟

-هذا السؤال قد اجاب عنه مسبقاً فخامة الاخ الرئيس عيدروس الزبيدي حفظه الله ورعاه الذي اكد اكثر من مرة إلتزام القيادة السياسية وابناء الجنوب جميعاً بالوقوف صفاً واحداً الى جانب اشقائنا في دول التحالف العربي ممثلة بالأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في محاربة المد الإيراني في منطقتنا العربية، هذه اسس ومبادئ لايمكن الخوض فيها او التنازل عنها او الجدال والنقاش والمزايدة عليها لكن هذا ايضاً لا يلغي حق ابناء الجنوب في صون وحماية مؤسساتهم الوطنية والحفاظ على أمنهم واستقرارهم من الأيادي العابثة والخلايا الأرهابية النائمة التي تعد ادوات تنفذ اجندة خبيثة تخدم من خلالها المليشيا الحوثية وما الحادث الأجرامي الغادر الذي راح ضحيته الشهيد البطل منير اليافعي إلا جزء من مسلسل الأجرام والتصفيات والإغتيالات التي تقوم به الخلايا الإرهابية بحق قيادات ورموز ونشطاء ومناضلي الجنوب خدمة للعدو.

هل ما قمتم به من سيطرة بقوة السلاح على المؤسسات الحكومية في عدن يعد شيء متناسب مع توجهات التحالف العربي لدعم الشرعية؟

-نحن في المجلس الإنتقالي الجنوبي اعلنا ونعلن دوماً ولائنا وامتثالنا لتوجيهات اشقائنا في التحالف العربي وفق لما تمليه الضرورة الوطنية واتفاقيات الأمن المشترك ومن هنا نجدد ونكرر تاكيدنا على الوقوف التام الدائم والمستمر ايضاً الى جانب حلفائنا في التحالف العربي لمحاربة الإرهاب وتتبع اوكاره والقضاء عليه ومحاربة المليشيات الإيرانية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة العربية برمتها ومتمسكين بهذه المبادئ والقيم الثورية الأساسية ولن نحيد عنها قيد أنملة، بل اننا ملتزمون بملاحقة ومحاربة على كل الخلايا والحركات الإرهابية والأجرامية مهما كان مصدرها وما قامت به القوات المسلحة الجنوبية من حماية المؤسسات والمرافق الحكومية في عدن اتى في إطار التوجه الصادق لمكافحة الخلايا الإرهابية التي عاثت في الإرض الفساد وعملت على زعزعة الأمن والإستقرار في مناطقنا الجنوبية.


لكن هناك قوى وطنية واحزاب ماتزال تخوض حرباً في كل الجبهات ضد الحوثي وانتم منشغلون بإحتلال المؤسسات الحكومية في عدن والمناطق المحررة وكذا بطرد شركائكم في حرب الحوثي الأ تسمون ذلك انقلاباً على الشرعية؟

-نحن نقوم بما يجب علينا ان نقوم به واتت تحركاتنا لحماية مؤسساتنا بعدما لمسنا الخطورة الصادرة من تلك الجهات بعدما تحولت الى مأوى للخلايا الإرهابية، ولم نقم بإحتلال اي مؤسسة او مرفق بل نحن قمنا بما يتحتم علينا القيام به وهو توفير الأمن والحماية لمؤسساتنا وهذا اقل واجب وديني واخلاقي يجب ان نقوم به ناحية شعبنا الحر العظيم، كما اننا لازلنا على العهد باقون وندعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي بكل ما اوتينا في محاربة مليشيا الحوثي وجبهات الساحل الغربي والجوف وصعدة خير شاهد على صدق ما نقول وهي من تؤكد وفاء وتضحية ابناء الجنوب ووقوفهم مع الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي.

ماذا تقول للقوى النضالية اليمنية المناهضة للمشروع الحوثي؟


-ابناء الجنوب دوماً لهم مواقف مشرفه مع جيرانهم واشقائهم وان اقتضت الضرورة فانه سيتحملون مسؤولية تحرير ابناء الشمال من ظلم وجور الحوثيين، لكن انا شخصياً اوجه رسالة شموخ وعز واضحة لكافة القوى الوطنية الحية في الجارة العربية اليمنية واقول لهم فيها باننا على آهبة الجهوزية والأستعداد الكامل والتام للوقوف معهم ودعمهم ومساعدتهم متى ما استشعروا رجولتهم وانتفضوا في وجه آلة الطغيان ورفضوا التبعية والخنوع والإرتهان للمشروع الإيراني وارادوا الخلاص من حياة الإضطهاد والعبودية المفروضة عليهم قسراً من قبل مليشيا الحوثي الإيرانية فمن هنا اوعدهم وعد الرجال المغاوير باننا كجنوبيين سنكون في مقدمة الصفوف المدافعة عنهم والمقاتلة في صفهم حتى يستعيدوا حريتهم وكرامتهم المهدورة والمسلوبة من قبل هذه المليشيا العميلة لإيران.


ما هو توقعاتكم لنتائج مباحثات الإنتقالي مع الشرعية اليمنية في المؤتمر الذي دعت اليه المملكة العربية السعودية والمزمع انعقاده خلال الساعات القادمة؟

-اولاً على الجميع ان يعي ويدرك ان القضية الجنوبية أعمق وأكبر من تسوية قضايا محددة، ونجزم القول بإن قيادتنا السياسية الحكيمة ممثلة بالاخ الرئيس عيدروس الزبيدي والأخوة اعضاء المجلس الأنتقالي الجنوبي وخاصة الفريق المفاوض في المؤتمر الذي دعا اليه الملك سلمان ابن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية هم من اكثر القيادات الجنوبية درآية ومعرفة مني ومن غيري لمقتضيات ومتطلبات هذه المرحلة الوطنية الحساسة بحكم تعاطيهم مع متغيرات ما يدور من مشاهد على ارض الواقع وهم اكثر من يستطيع عمل وإنجاز كل ما يخدم القضية الجنوبية بإختلاف طابعها السياسي والحقوقي مع اشقائنا في دول الخليج خاصة والدول العربية بشكل عام وتعميم ملف القضية الجنوبية على المستوى الإقليمي والعالمي.


كلمة اخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء؟

-لا يسعني في الأخير الإ ان احيي روح الصمود والثبات والتضحية التي تحلى بها شعبنا الجنوبي العظيم في مسيرة كفاحه الطويل لنيل حقه المشروع في إستعادة وبناء دولتة المستقلة والحديثة واقول لجماهير شعبنا المرابط العزيز بانه لم يتبقى سوى القليل من الوقت لإنبلاج فجر الإنعتاق وشروق شمس الحرية فما عليكم سوى التحلية بالصبر والثبات، واجدد في الختام الشكر الجزيل لكم استاذ محمد عقابي على إفراد هذه المساحة الصحفية امامي للحديث عن مجمل القضايا والمواضيع التي تهم شعبنا الجنوبي وترتبط بقضية الحية والعادلة متمنياً لكم ولصحيفتكم الغراء مزيداً من التقدم والإزدهار في سماء الإعلام الشريف.