حوارات وتحقيقات

السبت - 18 مارس 2023 - الساعة 09:02 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_عمر الحار

تظل حالة الانتقالي الغريبة من كل النواحي سؤال بلا جواب عالق في اذهان المتابعين لشان في جنوب اليمن ، و لاحاجة تدعو للخوض في المشكلة التي يواجهها في اطاره الجغرافي ، الا من باب الاحاطة الاولية بها وهي داخلية بامتياز ، وتختلف كلية عن مشكلة حركة الانصار شمالا المدثرة بمظلومية مذهبية قديمة لها قابلية وحضور كبير في السياسة الدولية ان لم تكن جوهر مشروعها الاستراتيجي الجديد في المنطقة ، بينما تنحصر مشكلة الانتقالي في مظلومية سياسية صرفة قابلة للتوظيف الدولي المؤقت والحصري لخدمة الاهداف التكتيكية لمشروع الحرب في اليمن فقط ، و القابلة للزوال بزوالها ، او الدخول في مرحلة التسوية النهائية لها .
وتكمن اكبر المشكلات التي يواجهها الانتقالي في اصطفاف غالبية المحافظة الجنوبية المستمدة لقوتها من جغرافيتها السكانية والتاريخية والطبيعية ضده ، ووقوف قناعاتها الوطنية حائلا دون القبول بمشروعه الجهوي الناقص ، وسط تنامي شعورها بالغبن من طغيانه العنصري على مؤسستي الامن والجيش واستفراده بهما ، وعدم قدرته على التخلص من العقلية الماضوية المعمقة لجراح الجنوب ، وانبعاث املاحها المحرقة وروائحها النتنة من مختلف المراحل . وان حقق اختراق نسبيا في البعض منها .
اذاً عجز الانتقالي عن تحقيق الانفتاح المطلوب مع القوى الوطنية في الجنوب ، وفضل بقائه اسيرا ورهينا لتبعات الماضي المأزوم ، واستسلامه لاطماعه غير المشروعة والتي تمثل بؤرة متجددة لنكبات جنوب اليمن .
وتتخذ مشاكله الداخلية منحى اخر و خطير بفتحه جبهة اعلامية حامية ومخيفة على المملكة العربية السعودية وهو لم يزل جنين في رحم المرحلة قابل للسقوط من حساباتها في طرفة عين حال فكرت الرياض سحب عتادها العسكري من الجهات الموالية للانتقالي .
وقد تضاعف زيارة رئيسه اللواء قاسم الزبيدي الى موسكو من تأزم مشاكله اكثر واكثر وزيادة تعقيدها خوفا من الوقوع في تجربة الحزب من جديد وعودة عدن لبيت الطاعة الروسي الكئيب .
ويفتقد الانتقالي بطبيعته الجهوية الضيقة القدرة على استيعاب التباين الاجتماعي في وجهات النظر فهو ينظر للوحدة باعتبارها موت حقيقي له ، بينما غالبية ابناء الجنوب ينظرون لها باعتبارها عودة الروح للجسد ، ويرجع لها الفضل في اعادة الحلقة المفقودة من تاريخهم الحضاري والاجتماعي العريق التي بترها الرفاق من سلسلتها بجهل مريع .
فهل يعي الانتقالي بان الوحدة او الانفصال هو قرار دولي صرف لاشان لداخل ولا الاقليم فيها ؟ .