حوارات وتحقيقات

الجمعة - 02 ديسمبر 2022 - الساعة 11:10 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/حسين سالم السليماني


ما زلنا في الجنوب مستهدفين في موقعنا الجغرافي المتميز والهام ؛الذي وهبه الله لنا ،فصارت العيون شاخصة نحوه ...
وما زاد الموقع الاستراتيجي جمال _ مجتمعه _ الذي يحن ويحب النظام وينقاد له .
ولأنه مجتمع يحن للدولة بسلوكيات إيجابية لبناء مؤسساتها.
لكن تكمن المشكلة في غياب القيادة بمفهومها الصحيح للأسف ،
ولقد تعلمنا الكثير حينما نلتقي على هامش حياتنا بأصناف متعددة من فئات المجتمع ...
واليوم فقد الجنوب حتى السلطة، وهي وسيلة من وسائل الحكم بينما الشمال فيه سلطة الكهنوت التي اغلب الشعب هناك يتعايش معها وليست الدولة بأبعادها الصحيحة ،حيث تسير الأمور في الشمال في ظل (الحوثي الكهنوتي) وهي شبه ثقافة مجتمعية في الغالب ، وتمارس حتى في ظل (دولة) الوحدة بأي طريقة ومن اي مكان وبأي شخص ، والمرجعية هي الارتجالية بأسلوب فردي يعتمد على الشخص ذاته أو القوة القمعية من خلفه...
وهذا لايعني أنهم أسسوا الدولة كما يظن الاخرون.
بينما نحن في الجنوب اليوم ،عكس ذلك كله ؛ لأن مجتمع (الجنوب)مبني على سمو الشخصية الفردية ،وحتى حين كنا في الجنوب قبل الوحدة،وكان الحكم مركزي شمولي ، وحتى المشيخات والإمارات تلتزم للمحاكم ومن كان تحتها من الرعية ، تقع الخلافات الفردية والقبلية ، والحروب الأهلية؛ ويصبح العمال متواجدون في مؤسساتهم ،وكانت الثقافة المؤسسية والمحفاظة عليها سمة مميزة في أفراد المجتمع الجنوبي!
ونحن اليوم نشهد تدهور في الفرد والمؤسسة إن لم نقل أغلبها،وهذا حاصل في الجنوب اليوم للأسف الشديد!
وشهد الجنوب التدهور في الصراعات العسكرية والخلافات السياسية ولكن اكثر هذا التدهور حصل بعد حرب ٩٤م وكان متعمد لسياسة العشوائيات ،و التجهيل الممارس على الجنوب .
ونحن اليوم نشهد هذا التدهور الكبير وخاصة في أهم المؤسسات وهي( التعليم ) ... حيث لاوجود لنظام صنعاء ؛الذي كان يفتعله أو نعلق التهمة به !
ان قيادة الشعب اليوم نحوا إعادة بناء وطن ممزق، واخراجه من التياهان الى ميادين العمل ـ تحكمها قوانين ووسائل لابد من معرفتها وتقع هذه المعرفة على من نصّب نفسه قائد للشعب ، ومن لايعرفها لاشك إنه
سيطدم بالواقع وإن كان على حق !
ان الشعب إذا ما وجد ظروف تزيده شكوك ممن يقوده وظهرت الإشاعات قد ينفجر ويدمَّر ماهو أمامه .
وهنا يصعب لملمت الجمهور حينما يظن أن حقوقه سُلبت أو أن القيادة لاتعمل لصالحه.
وحين تعجز القيادة عن أداء عملها نحو مصالح الشعب ،لابد لها من الحفاظ على ما هو بيدها ،حتى تستطيع تعديل المسار نحو العمل المدروس؛ولا تخرج بعمل ارتجالي يزيد الطين بلة !
وكما قيل[عصفور باليد خير من عشرة فوق الشجرة]
ان التصرّفات العمياء للقيادة أو البعض منها هي ألسبب في دفع الشعب للانخراط في النفق المظلم الذي يصعّب التراجع عنه أو تستحيل في إعادته ؛ فعلى القيادة ان تعي ما تفعله وتستفيق من الغيبوبة.
وتنظر إلى الشعب من نافذة الجوع الذي ألم به ؛ وتحاول أن تسد تلك الفجوّة قبل أن تتسع؛لان الشعوب الجائعة لاينظر للاحتفالات ولايسمع الخطب الرنانة غير بطنه الخالية ، وتساهم القيادة بنزولها مثل(شخص سالمين) حيث كان شعبوي بدرجة كبيرة بين الجماهير ويعيش حافي القدمين وجائع البطن بنفس حياتهم على الرغم من اختلاف قطاع معه إلا أنهم يرونه افضل قائد عرفه الجنوب ومن كان معه!
ويعتبر هذا الفهم ـ السلاح ـ الأجدر والأكثر نجاعة من غيره .
واليوم كثرت النظريات والمحللين وكثرت وسائل الإعلام المختلفة ، وتمردة الأفراد والجماعات كلا ينظر إلى كيانه وظهرت الانانية والتجييش وانخرط الجميع في مواجهات الصراع من كل نوع ؛ من اجل الوصول إلى الحكم أو إلى أي أشكال من الحكم حتى وإن كان استبدادي ؛لانها تركت الأفكار المنطقية والحلول السليمة والواقعية،واستخدم السياسين الجدد الشعارات الممزقة البالية في غير زمنها يظن انه يستملك روح الجماعات المبعثرة ويسيطر عليها.
كما كانت بعض الحركات السياسية تستخدم سياساتها القائمة على التسليم بوجود القضايا التي يجب الدفاع عنها ولا تؤمن بها؛لكنها لاتدوم وتصمد أمام أبسط منحدر !
ووتتركه في سراب الشمس الحارقة .
الذي وقع رهينة تحت قيادة من لا تقوم على ثقافة الشعب وموروثه الحضاري. فيمكن للإشاعة الكاذبة تكون أقوى من الحقيقة الواقعية.
وقد تسحب الإشاعة الشعب من تحت من يظن أنه يقوده.
وهنا يقف الشعب يحوم على بعضه كالنحل حين يفقد القيادة.
ويسهل اصطياده ...!