حوارات وتحقيقات

الأربعاء - 22 يونيو 2022 - الساعة 05:35 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/عمار قائد التام


بعد الإحتفال و الإحتفاء بعيد الأب ، و قد قرأت العديد من الكلمات الجميلة في حق الآباء ، لامست تلك الكلمات شغاف قلبي و أنا المحروم من كذلكم عاطفة ، و لكني تذكرت بعض المواقف التي تكررت في السنوات الأخيرة بحق بعض الآباء ، فقلت لا بأس بعرضها و عرض مشكلة بعض كبار السن الذين يلاقون الغمط و نكران الجميل في آخر أعمارهم ..

استشارني أحدهم في مرض والده و أشرت عليه ، ثم كان يطلعني بحالته لحظة بلحظة حتى دخل في حالة إغماء ، و عندها بدأ تذمره ، إذ كانت صرفيات المستشفى كبيرة و كثيرة ، فكان يسأل كثيراً عن مدى جدوى جلوسه في العناية ، لأن الصرفيات كثيرة ، ثم بعدها بدأ يسأل ليجد من يجيبه بجواز فصل الأجهزة عن أبيه ، ناسياً و متنكراً لكل تضحيات والده بشأنه ، حيث بدأ يستغلي عليه قليلاً من التضحية لأجله في نهاية عمره ..

أبٌ آخر ، توفيت زوجته فشعر بالوحدة ، فكر في الزواج بأخرى لتؤنس وحشته ، فلما عرف أبناءه ، قاموا بثورة عليه لمنعه من الزواج بدعوى أنه سيأتي بإمرأة جديدة ، و الاي قد تلد له أولاد جدد يزاحمونهم في تركة أبيهم ، هكذا بكل بساطة يريدونه مشرداً ، و بكل جشع يريدونه أن يموت وهو يستجديهم لحظة سعادة ، و لا يستطيع أن يرتاح مع أنثى تلم شتات روحه ..

أبٌ آخر ، ضعف بعد قوته ، ومرض نفسياً ، فأصبح أبناؤه يضيقون به ذرعاً ، و يخجلون أن يقولون أنه أباهم و يفتخرون به أمام الناس ، بل عايشت أباً يجمع له الناس لكي تجرى له عملية جراحية و أبنه يملك معرضاً للسيارات ، مات الأب بعد العملية فأقام له إبنه عزاءً كبيراً ، ويتظاهر بالحزن أمام المعزين ..

أبٌ آخر ، عاش القهر و الحرمان ونكران الجميل ، علم أبناؤه أنه يخطب ليتزوج على أمهم ، فإذا بهم يكيدون المكائد و يدبرون الحيل ، حتى استخرجوا حكماً من المحكمة بالحجر على والدهم ، و الحجر لا يكون إلا لمجنون أو سفيه ..

هذا أبوك ، لا تدع أياً من يكون أن يقلل من شأنه ، هذا الذي كان يترك ملذات الحياة ليوفرها لك ، لا تتنكر لجميله و تضحياته لأنك حينها تتنكر لذاتك ، هذا أبوك الذي افتخر بك و أنت في أوج ضعفك فلا تخذله في لحظات ضعفه الأخيرة ، و إن فتح الله عليك أبواب رزقه فلا تتعالى على والديك أبداً ..

#تخديرة 🩺