إسلاميات

الخميس - 26 مايو 2022 - الساعة 04:50 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/إعداد القاضي أنيس جمعان

السلام على أصحاب الصراط المستقيم :

▪الصِراط المستقيم ليس حبلاً نمشي عليه كما يقولون في كتب السنّة والأحاديث والقصص الخرافية الكاذبة والباطلة، إنَّ معنى الصِراط كما ذكره اللَّه عزّ وجلّ هو الصِراط المُستقيم الّذي هوالقرءان الكريم، لأنَّ القرءان الكريم هو الصراط أو الطريق المُستقيم الّذي يوصِلُنا إلى الجنة، وهو الطريق الصحيح والسليم الّذي يجعلُنا نستقيم ونتوب عن المعاصي ونُبدِّل سيِّئاتنا إلى حسنات، وهو الطريق المستقيم الحق الّذي يُبيِّن لنا الحق ويُبعدنا عن الباطل، ولقد عرَّفهُ اللَّه عزّ وجلّ وبيَّنَهُ لنا في كثير من آياتِهِ، سوف أذكر بعضًا منها، وسوف أبدأ بسورة الفاتحة:

(١): سُوۡرَةُ الفَاتِحَة:
*ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ (٧) ..*

*"ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ": أي إهدنا إلى الطريق الّذي يؤدّي بنا إلى الجنة لا إلى جهنم، لذلك أكمل اللَّه تعالى قوله في آية (7): "صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ"، لأنَّ صراط الّذين أنعم اللَّه عليهم هو الجنة، وصراط الّذين غضب اللَّه عليهم والّذين ضلّوا هو جهنم ..*

*▪إذًا إنَّ دعآء المؤمن بأن يهديه اللَّه إلى صراطه المُستقيم هو في الحقيقة دُعاء لِهداية اللَّه له للقرءان الّذي يؤدّي به إلى الجنة لأنَّ القرءان هو طريق الجنة، ولذلك وضع اللَّه تلك الآيات في فاتحة القرءان، أي في بداية القرءان، وهو في الحقيقة دُعاء من كل إنسان يريد أن يتعلمّ عِلْم القرءان قبل أن يقرأهُ ويتدبّره بأن يهديه اللَّه عزّ وجلّ إلى عِلم آياتِهِ وإلى معرفة الحق والإبتعاد عن الباطل ..*
----------------------------

*(٢): سُوۡرَةُ البَقَرَة:*
*كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ‌ۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَـٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡ‌ۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦ‌ۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٢١٣) ..*

*▪"فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِ" = "وَٱللَّهُ يَهۡدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ"، إذًا الهداية إلى الصراط المُستقيم هي الهداية إلى معرفة ما أختلفوا فيه من الحق ، أي الهداية إلى معرفة الحق من القرءان، أي الهداية إلى القرءان الكريم ..*
------------------------------

*(٣): سُوۡرَةُ الاٴنعَام:*
*وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسۡتَقِيمًا قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأَيَـٰتِ لِقَوۡمٍ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦) لَهُمۡ دَارُ ٱلسَّلَـٰمِ عِندَ رَبِّہِمۡ‌ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (١٢٧) ..*

*▪"وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسۡتَقِيمًا": القرءان هو الصراط المستقيم الّذي يؤدّي إلى دار السلام أي إلى الجنة ..*
----------------------------

*(٤): سُوۡرَةُ الاٴنعَام:*
*قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّڪُمۡ عَلَيۡڪُمۡ‌ۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـًٔا وَبِٱلۡوَالِدَيۡنِ إِحۡسَـٰنًا وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَـٰدَڪُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقٍ۬‌ۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُڪُمۡ وَإِيَّاهُمۡ‌ۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ‌ۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ‌ۚ ذَالِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ (١٥١) وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوۡفُواْ ٱلۡڪَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِ‌ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَا‌ۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ ڪَانَ ذَا قُرۡبَىٰ‌ۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْ‌ۚ ذَالِڪُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ (١٥٢) وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِى مُسۡتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ‌ۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦ‌ۚ ذَالِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّڪُمۡ تَتَّقُونَ (١٥٣) ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِىٓ أَحۡسَنَ وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَىۡءٍ وَهُدًى وَرَحۡمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ (١٥٤) وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ (١٥٥) ..*

*▪نجد من خلال تلك الآيات البيّنات أنَّ الصراط المستقيم هو وصايا اللَّه تعالى الّتي وضعها لنا في كل آية من آياته، أي هي آيات القرءان الكريم أي القرءان الكريم ..*

*آية (١٥٣): "وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِى مُسۡتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ‌ۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦ‌": اتّباع الصراط المُستقيم هو اتّباع سبيل اللَّه أي دين اللَّه أي القرءان، أمّا اتّباع السُبُل فهو اتّباع الأديان الباطلة من صنع البشر ..*

*إذا قارنّا آية (١٥٣) بآية (١٥٥)، نجد أنَّ اتّباع الصراط المُستقيم هو اتّباع كتاب اللَّه المُبارك الّذي أنزله إلينا لكي يرحمنا أي يُدخلنا الجنة ..*
------------------------------

*(٥): سُوۡرَةُ الاٴنعَام:*
*قُلۡ إِنَّنِى هَدَٮٰنِى رَبِّىٓ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبۡرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (١٦١) ..*

*▪نجد في هذه الآية تعريفًا واضحًا وبيِّنًا للصراط المُستقيم، ألا وهو الدين القيِّم الّذي هو دين إبراهيم عليه السلام الّذي أنزله اللَّه تعالى في السابق على إبراهيم و حفظه في القرءان، والّذي هو نفسه دين محمد عليه السلام ..*
-----------------------------

*(٦): سُوۡرَةُ المؤمنون: وَإِنَّكَ لَتَدۡعُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٧٣) وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لَايُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأَخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَـٰكِبُونَ (٧٤) ..*

*▪"وَإِنَّكَ لَتَدۡعُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ": أي الرسول محمد عليه السلام يدعو قومه وجميع الناس إلى القرءان أي إلى طريق الآخرة أي طريق الجنة ..*
------------------------------

*(٧): سُوۡرَةُ سَبَأ:*
*وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلۡحَقَّ وَيَهۡدِىٓ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ (٦) ..*

*"ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلۡحَقَّ وَيَهۡدِىٓ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ": لأنَّ القرءان الّذي أنزله الله هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد أي إلى الجنة ..*
-------------------------------

*(٨): سُوۡرَةُ یسٓ:*
*أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَـٰبَنِىٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَـٰنَ‌ۖ إِنَّهُ لَكُمۡ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (٦٠) وَأَنِ ٱعۡبُدُونِى‌ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسۡتَقِيمٌ (٦١) ..*

*▪"وَأَنِ ٱعۡبُدُونِى‌ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسۡتَقِيمٌ": عبادة اللَّه لا تكون إلاَّ بالطريق المُستقيم أي بالقرءان، ولذلك قال تعالى: "هذا صِراطٌ مُستقيم" أي هذا القرءان هو صِراطٌ مُستقيم ..*
-----------------------------

*(٩): سُوۡرَةُ الزّخرُف:*
*فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِىٓ أُوحِىَ إِلَيۡكَ‌ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٤٣) وَإِنَّهُ لَذِكۡرٌ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَ‌ۖ وَسَوۡفَ تُسۡـَٔلُونَ (٤٤) ..*

*آية (٤٣): الصراط المُستقيم هو الوحي.*
*آية (٤٤): "وَإِنَّهُ لَذِكۡرٌ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَ‌ۖ" = آية (٤٣): "فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِىٓ أُوحِىَ إِلَيۡكَ‌ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ"..*
------------------------------

*(١٠): سُوۡرَةُ الصَّافات:*
*ٱحۡشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزۡوَاجَهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَعۡبُدُونَ (٢٢) مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلۡجَحِيمِ (٢٣) ..*

*▪نجد من خلال تلك الآيات البيّنات أنَّ هداية الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون اللَّه إلى صِراط الجحيم هو هدايتهم إلى طريق جهنم والعذاب والخلود فيها ..*

*(١١): الصراط المُستقيم = دين الله = القرءان الكريم = طريق الحق = صراط الله = طريق الجنة ..*

*(١٢): الصراط الغير مُستقيم = الأديان الباطلة = طريق الشيطان = طريق الباطل = صراط الجحيم = طريق جهنم ..*

*(١٣): إخواني الكرام ، هناك آيات لاتُعدّ ولاتُحصى عن الصراط في القرءان، لذلك سأكتفي بهذا القدر، بارك اللَّه فيكم وأنار دربكم إلى صراطه المستقيم (القرءان العظيم)، صلوات اللَّه وملآئِكته عليكم ..*

*لا تنسونا من صالح دعائكم 🤲*